عقائد السنة وعقائد الشيعة ، التقارب والتباعد - صالح الورداني - الصفحة ١٠٨
وفي فترة التابعين وتابعيهم كثر التشيع حتى غلب على أكثر رواة الحديث ولم يكن هناك يد لأي ناقل للحديث أو جامع له من أن يأخذ من الشيعة..
يقول الذهبي: إن البدعة ضربان كغلو التشيع أو التشيع بلا غلو ولا تحرق فهذا أكثر في التابعين وتابعيهم مع الدين والورع والصدق، فلو ورد حديث هؤلاء لذهبت جملة الآثار النبوية وهذه مفسدة بينة.. (1).
وقد أخذ أبو حنيفة عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام وكذلك مالك وكذلك الشافعي حتى أن أحد شيوخ البخاري كان من الشيعة.. (2) وكتب الحديث المؤلفة والمعتمدة عند الشيعة أربعة:
الأول الكافي لأبي جعفر محمد الكليني. وقد جمعه في ثلاثين سنة، وعدد أحاديثه (16099) حديثا في الأصول والفروع.
الثاني: كتاب من لا يحضره الفقيه لأبي جعفر بن بابويه القمي، وعدد أحاديثه (9044) حديثا..
الثالث: تهذيب الأحكام للشيخ أبي جعفر محمد الطوسي وعدد أحاديثه (13590) حديثا..
الرابع: الاستبصار في الجمع بين تعارض من الأخبار للطوسي أيضا.
وعدد أحاديثه (5511) حديثا.. (3).
وليس كل ما تحويه هذه الكتب الأربعة يعد صحيحا في منظور الشيعة.
وقد ألفت مؤخرا عدة مختصرات لهذه الكتب تحوي الأحاديث الصحيحة منها فقط. ومن هذه الكتب صحيح الكافي، وصحيح من لا يحضره الفقيه.. (4).

(١) ميزان الاعتدال.
(٢) أعيان الشيعة، ج ١ ق ٢.. واسم شيخ البخاري هو عبيد الله بن موسى العبسي الكوفي انظر ميزان الاعتدال وتذكرة الحفاظ.
(٣) أعيان الشيعة، ج ١، ق ٢.
(٤) يعتمد خصوم الشيعة اصطياد روايات من الكافي وكتب الأحاديث الأخرى واستغلالها في الطعن في عقائدها والتشكيك فيها متناسين أن هذه الكتب فيها الغث والسمين.. أن مثل هذا الأمر ينطبق على كتب الحديث عند أهل السنة أيضا. والفارق بين السنة والشيعة في هذا الأمر هو أن الشيعة لا يقرون بصحة جميع الأحاديث الواردة في كتب الأحاديث ويجيزون الطعن في الأحاديث ورفضها إذا خالفت القرآن والعقل. بينما هذا الأمر غير وارد عند أهل السنة ويرفض بشدة خاصة إذا تعلق الرفض والتشكيك بأحاديث البخاري ومسلم. وقد شنت حرب شعواء على الذين شككوا في أحاديث سحر الرسول بالبخاري وكذلك الذين شككوا في حديث الذبابة.
(١٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 104 105 106 107 108 109 110 111 113 115 ... » »»
الفهرست