دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين - صالح الورداني - الصفحة ٢٥٩
فقيل: ألا تقتلها. قال: " لا ". قال الراوي: فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله (1)..
ويروى عن عمر قوله: قال الرسول (ص) " إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه " (2)..
هذه هي نصوص الروايات التي ينسبها الرواة إلى الرسول (ص) وهي على ما يبدو من ظاهرها يدور معظمها في محيط تجهيل الرسول..
وسوف نعرض أولا لأقوال الفقهاء حول هذه الروايات ثم نبدي ملاحظاتنا بعدها.
قال القاضي بالنسبة لرضاعة الكبير: قوله (ص) " ارضعيه ". لعلها حلبته ثم شربه من غير أنه يمس ثديها ولا انتقت بشرتاهما (3)..
وقال النووي: وهذا الذي قاله القاضي حسن (4)..
والذي نقوله نحن أن هذه الرواية هراء وتبرير الفقهاء لها أكثر من هراء. إذ أن العلوم شرعا أن حرمة الرضاع إنما تنبني على سني الرضاعة وهما حولين كاملين أي السنة الأولى والثانية من عمر المولود بعد ذلك لا عبرة برضاعة من أي ثدي لأن اللبن لن يكون له دور في تكوينه. فهل كان الرسول يجهل هذه الحقيقة.
أم كان يمزح مع السائلة.. ومثل هذه الأمور محل للمزاح؟
إن الإجابة علي هذه التساؤلات هي أن هذه الرواية لا تخرج عن كونها لهو مصطنع على لسان أصحاب الأهواء والأغراض من الحكام وغيرهم ونسبوها إلى الرسول ويكفي القول إن أم سلمة وسائر أزواج النبي (ص) رفضن أن يدخل عليهن أحد بتلك الرضاعة عدا عائشة..

(1) البخاري كتاب الهبة. ومسلم كتاب السلام..
(2) مسلم والبخاري كتاب الجنائز..
(3) مسلم. هامش باب رضاعة الكبير..
(4) المرجع السابق..
(٢٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 ... » »»
الفهرست