المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٤٤٢
طاعة الرسول كطاعة الله ومعصية الرسول كمعصية الله، والرد على الرسول رد على الله الذين زعموا أن القرآن وحده يكفيهم وليسوا بحاجة لحديث الرسول أو توجيهاته وأشاعوا ذلك بين الناس خالوا القرآن نفسه، وفرقوا بين الله ورسوله وعصوا الله بمعصيتهم للرسول، وردوا على الله بردهم على رسوله فالقرآن الكريم جاء واضحا بما جاء به (وما أتاكم الرسول فخذوه.، وما نهاكم عنه فانتهوا) سورة الحشر آية 7 لأن القرآن الكريم قد صرح بأن إطاعة الرسول هي إطاعة الله، ومعصية الرسول هي معصية لله بدليل قوله تعالى ( ومن يطع الرسول فقد أطاع الله) سورة النساء آية 80 فالله سبحانه وتعالى قد قرض المسلمين إطاعة الرسول كما فرض عليهم التوحيد، ومن هنا قرن الله سبحانه وتعالى طاعته بطاعة الرسول حيث كرر تعالى (وأطيعوا الله والرسول) سورة آل عمران آية 32 والنساء آية 59 والمائدة آية 52 والنور آية 54 ومحمد آية 33، والأنفال آية 46. فالقرآن الكريم الذي زعموا تمسكهم به يأمرهم أن يطيعوا الرسول تماما كما يطيعون الله، وأن يتجنبوا معصية الرسول تماما كما يتجنبون معصية الله، وشعارهم (حسبنا كتاب الله) ما هو في الحق والحقيقة إلا شعار حق يراد به باطل، تماما كخدعة معاوية وعمرو بن العاص في صفين (هذا كتاب الله بيننا وبينكم) فإذا اكتشفت الناس بعد ألف عام ونيف خدعة شعار معاوية ومع هذا فإن المسلمين لم يكتشفوا بعد خدعة شعار (حسبنا كتاب الله ما هي الحكمة من قرن طاعة الله مع طاعة الرسول؟
لأن الرسول - أي رسول - وليس محمد فحسب يحمل رسالة، يجب أن يطاع، لأن عدم إطاعة الرسول، تفوت الحكمة من رسالته، لذلك فرض الله تعالى إطاعة الرسل عامة، ومحمد خاصة كما فرض التوحيد قال تعالى في سورة النساء
(٤٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 437 438 439 440 441 442 443 444 445 446 447 ... » »»