المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٤٣٨
لما حضرت فاطمة بنت محمد وأقامت الحجة على القوم وطالبتهم بتركتها من أبيها وبفدك وبحقها في الخمس أن يقول لأبي عمر وعثمان وبقية قادة التحالف لا تكسروا بخاطر بنت محمد، فقد مات أبوها قبل يومين فقط أعطوها فدك فهي أولى بفدك من مروان الذي طرده رسول الله ولعنه) 1. لو قال أسيد بن حضير فلن يقطع قادة التحالف رأسه!!! تلك طبيعة القوم الذين قادهم النبي!!!
لقد دفع الأنصار الضريبة كاملة في ما بعد وسقطوا في مخالب الظالمين لم يضروا النبي إنما ضروا أنفسهم، وكلما جاء ظالم ضيق الخناق عليهم، حتى جاء ابن معاوية يزيد فاستباح المدينة وقتل عشرة آلاف بيوم واحد، وحمل ألف بكر من دون زوج وختم أعناق من بقي الصحابة وأيديهم. إمعانا بإذلالهم، وبايعوا على أنهم خول وعبيد لأمير المؤمنين يزيد بن معاوية!!) 2 هل يفعل علي ذلك هل يفعل أهل بيت النبوة ذلك!!) لقد استدرج الظالمون أهل المدينة حتى إذا ركن أهل المدينة إليهم فأكلوهم؟، حينذاك بحثوا عن علي وعن أهل بيت النبوة، وكان الوقت قد فات.
ونجمل الموقف فنقول إن قتل النبي للمتحالفين غير ممكن وغير وارد للأسباب التي أوردناها في هذا الفصل، والنبي ليس بوكيل على الناس ومهمته أن يبين لهم الطريق السوي وأن يحذرهم من سلوك الطريق الأخرى ويخرج عن اختصاص أن يجرهم إلى الحق جرا، لقد بذل جهده وأخرج الناس من دائرة الشرك إلى دائرة التوحيد ووحدهم ولأول مرة، وبنى لهم ملكا عريضا، وهو يرى ردا لا يتفق مع هذا الجميل إن عليه أن يبلغ رسالة ربهم كاملة، ولكنه ليس عليهم بوكيل
(٤٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 433 434 435 436 437 438 439 440 441 442 443 ... » »»