المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٤٤٤
المعيار الغامض، والكشف عن أهداف قادة التحالف قبل أن ينتقل الرسول إلى جوار ربه، نهى قادة التحالف سريا عن كتابة أحاديث الرسول بحجة أن الرسول بشر يتكلم في الغضب والرضى، وليست كل أحاديث الرسول جديرة بأن تكتب. تجد هذا الزعم في سنن الدارمي ج 1 ص 125 وسنن أبي داود ج 2 ص 126 ومسند أحمد ج 2 ص 162 و 203 و 207 و 216 ومستدرك الحاكم ج 1 ص 105 - 106 وجامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر ج 1 ص 85 والسؤال كيف نعرف أن هذا القول أو ذاك صدر من الرسول وهو في حالة رضى حتى نكتبه، وأن هذا القول أو ذاك صدر من الرسول وهو في حالة غضب حتى لا نكتبه؟ وأي آية، وأي حديث نبوي، بل وأي شريعة الهية نصت على هذا المعيار؟!! من الذي يشهد لنا أن هذا القول أو ذاك صدر في حالة الرضى أو الغصب وما هو دليله على كل حالة!!! وكيف نصدقه بدون دليل!!!! وهل يمكننا إحصاء وفرز ما صدر عن الرسول من قول أو فعل أو تقرير أنه قد صدر عن الرسول وهو في حالة غضب أو رضى!!!!
القضية ليست قضية الغضب أو الرضى؟!!
ينصب هدف قادة التحالف على إبطال مفاعيل الأحاديث النبوية المتعلقة بالإمامة أو القيادة والمرجعية بعد وفاة النبي، لأن هذه الأحاديث تهدم أحلامهم ومطامعهم بقيادة الأمة بعد وفاة النبي، ويتعذر عليهم أن يفصحوا عن غايتهم وأن يكشفوا عن حقيقة أهدافهم من هذا الغموض والتشكيك، لذلك شن قادة التحالف حملة تشكيك بكل الأحاديث الصادرة عن الرسول، واخترعوا فكرة الغضب والرضى اختراعا، ولما استولى التحالف على القيادة بعد وفاة النبي قام أول الخلفاء أبو بكر بإحراق الأحاديث التي كتبها نفسه عن رسول الله
(٤٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 439 440 441 442 443 444 445 446 447 448 449 ... » »»