الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٣٥٩
[- ملحق -] [يسوع يتراءى لتلاميذه على شاطئ بحيرة طبرية] [21] 1 وتراءى يسوع بعدئذ (1) للتلاميذ مرة أخرى. وكان ذلك على شاطئ بحيرة طبرية. وتراءى لهم على هذا النحو (2). 2 كان قد اجتمع سمعان بطرس وتوما الذي يقال له التوأم ونتنائيل وهو من قانا الجليل وابنا زبدى وآخران من تلاميذه. 3 فقال لهم سمعان بطرس: " أنا ذاهب للصيد ". فقالوا له:
" ونحن نذهب معك ". فخرجوا وركبوا السفينة، ولكنهم لم يصيبوا في تلك الليلة شيئا.
4 فلما كان الفجر، وقف يسوع على الشاطئ، لكن التلاميذ لم يعرفوا أنه يسوع.
5 فقال لهم: " أيها الفتيان، أمعكم شئ من السمك؟ " أجابوه: " لا ". 6 فقال لهم: " ألقوا الشبكة إلى يمين السفينة تجدوا ". فألقوها، فإذا هم لا يقدرون على جذبها، لما فيها من سمك كثير. 7 فقال التلميذ الذي أحبه يسوع لبطرس: " إنه الرب ". فلما سمع سمعان بطرس أنه الرب، ائتزر بثوبه، لأنه كان عريانا، وألقى بنفسه في البحيرة (3). 8 وأقبل التلاميذ الآخرون بالسفينة، يجرون الشبكة بما فيها من السمك، ولم يكونوا إلا على بعد نحو مائتي ذراع من البر (4).
9 فلما نزلوا إلى البر أبصروا جمرا متقدا عليه سمك، وخبزا. 10 فقال لهم يسوع: " هاتوا من ذلك السمك الذي أصبتموه الآن ". 11 فصعد سمعان بطرس إلى السفينة، وجذب الشبكة إلى البر، وقد امتلأت بمائة وثلاث وخمسين سمكة من السمك الكبير، ولم تتمزق الشبكة مع هذا العدد الكثير (5). 12 فقال لهم يسوع:
" تعالوا افطروا! " ولم يجرؤ أحد من التلاميذ أن يسأله: من أنت؟ لعلمهم أنه الرب. 13 فدنا يسوع فأخذ الخبز وناولهم، وفعل مثل ذلك في السمك (6). 14 تلك المرة الثالثة التي تراءى فيها

(1) يظهر هذا الفصل الأخير، الوارد بعد خاتمة 20 / 30 - 31، بمظهر الملحق. ولا تزال مسألة مصدره موضوع نقاش. فإلى جانب ملامح يمتاز بها إنشاء يوحنا، نجد فيه عبارات ومفاهيم جديدة. قد يكون هذ الفصل تكملة أضافها بعض تلاميذ يوحنا، وقد يكون أولئك الذين أدخلوا الآيتين الأخيرتين، علما بأنهما تشكلان إضافة يعترف بها جميع المفسرين.
(2) يحسن مقارنة هذه الرواية برواية الصيد العجائبي الوارد ذكره في لو 5 / 1 - 11، في مطلع خدمة يسوع الرسولية في الجليل.
(3) إن التلميذ الذي أحبه يسوع (وهو أيضا صورة التلميذ الحقيقي) هو أول من عرف الرب، كما ورد في 20 / 2 - 10، ونبه بطرس فألقى بنفسه في المياه.
(4) أقل من 100 متر بشئ يسير.
(5) قد يرمز يوحنا إلى الكنيسة: فالتلاميذ، الذين يعملون بناء على كلام المسيح القائم من الموت، يباشرون العمل فيجمعون الناس من كل مكان في وحدة جماعة واحدة (يختلف يوحنا عن لوقا فيشير إلى أن الشبكة لم تتمزق (" لم تنشق "). أما في شأن الرقم 153، فقد ورد عند القديس هيرونيمس أن علماء الطبيعة الأقدمين كانوا يجعلون السمك 153 صنفا: فعلى شبكة الرسل أن تجمع جميع الأسر البشرية في الكنيسة الواحدة (راجع متى 13 / 47 - 50).
(6) قد يكون في ذلك تلميح إلى تناول الافخارستيا (راجع 6 / 1 - 13): فالتلاميذ يدعون ويشاركون في الطعام الذي يقدمه لهم المسيح القائم من الموت.
(٣٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 354 355 356 357 358 359 360 361 363 365 366 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة