الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٣٥٥
المجدلية (19). 26 فرأى يسوع أمه (20) وإلى جانبها التلميذ الحبيب إليه. فقال لأمه: " أيتها المرأة، هذا ابنك " (21). 27 ثم قال للتلميذ:
" هذه أمك ". ومنذ تلك الساعة استقبلها التلميذ في بيته (22).
[موت يسوع] 28 وبعد ذلك، كان يسوع يعلم أن كل شئ قد انتهى (23)، فلكي يتم الكتاب، قال: " أنا عطشان " (24). 29 وكان هناك إناء مملوء خلا. فوضعوا إسفنجة مبتلة بالخل على ساق زوفى، وأدنوها من فمه. 30 فلما تناول يسوع الخل قال: " تم كل شئ " ثم حنى رأسه (25) وأسلم الروح (26).
[طعن جنب يسوع بالحربة] 31 وكان ذلك اليوم يوم التهيئة، فسأل اليهود بيلاطس أن تكسر سوق المصلوبين وتنزل أجسادهم، لئلا تبقى على الصليب يوم السبت، لأن ذاك السبت يوم مكرم (27).
32 فجاء الجنود فكسروا ساقي (28) الأول والآخر اللذين صلبا معه. 33 أما يسوع فلما وصلوا إليه ورأوه قد مات، لم يكسروا ساقيه، 34 لكن واحدا من الجنود طعنه بحربة في جنبه، فخرج لوقته دم وماء (29). 35 والذي رأى شهد، وشهادته صحيحة (30)، وذاك يعلم أنه يقول الحق (31) لتؤمنوا أنتم أيضا. 36 فقد كان هذا ليتم الكتاب:

(٢١) راجع ٢ / ٤.
(٢٢) يعهد يسوع بحماية أمه إلى التلميذ الذي أحبه، مبديا له بذلك علامة سامية لثقته به. لقد حاول المفسرون إمعان النظر في فحوى هذا الوضع الناشئ، فرأت الكنيسة الكاثوليكية في ذلك أمومة مريم الروحية للمؤمنين الممثلين هنا في شخص التلميذ الحبيب.
(٢٣) أي العمل الذي عهد إليه بالقيام به (٤ / ٣٤ و ٦ / ٣٨ و ١٧ / ٤ و ١٣ / ١)، ولذلك تم أيضا الكتاب المقدس الذي أنبأ به.
(٢٤) راجع مز ٦٩ / ٢٢ و ٢٢ / ١٦.
(٢٥) إن استعمال الفعل في صيغة المعلوم يشير إلى سيطرة على النفس يتميز بها يسوع حتى النهاية في القيام برسالته (راجع 10 / 18).
(26) مع أن يوحنا يضع هبة الروح للكنيسة في أثناء ترائي الفصح (20 / 22)، فلربما أراد أن يوحي بأن يسوع لا يستطيع أن يوصل الروح إلى العالم إلا بموته (7 / 39 و 16 / 5 - 7).
(27) للعمل بما ورد في تث 21 / 22 - 23.
(28) تعجيلا للموت.
(29) لهذه الظاهرة تفسير طبيعي، فقد يسيل الدم أيضا لوقته بعد الموت، ويكون الماء نتيجة سيلان غشائي.
وجاء في تقليد للربانيين إن جسم الإنسان مركب من الماء والدم، فيكون سيلان هذين العنصرين إشارة إلى حقيقة الموت. أما يوحنا فإنه يعد هذا الأمر علامة لهبة الروح (راجع الماء / الروح في 4 / 14 و 7 / 38 - 39 و 3 / 5، والدم / الحياة الأبدية في 6 / 51 - 55. وفي المعنى نفسه، راجع أيضا 1 يو 5 / 6 - 8). ويتجاوز كثير من المفسرين هذا الحد ويرون في الأمر رمزية أسرارية: الماء يساوي المعمودية، والدم يساوي الافخارستيا. ومنهم من يرى هنا ولادة الكنيسة، حواء الجديدة، من جنب آدم الجديد المفتوح.
(30) " الشاهد " هو الذي يعلم بالحدث علما مباشرا والذي يستخلص منه معناه العميق (راجع 1 / 7 و 3 / 11 و 15 / 26 - 27). المقصود هو، على ما يبدو، التلميذ الحبيب (19 / 26 - 27) وشهادته هي أساس التقليد اليوحناوي (21 / 24).
(31) وفقا لما ورد في العرف اليهودي (5 / 31 و 8 / 13)، يشير يوحنا إلى تدخل شاهد ثان يعترف بصحة الشاهد الأول المطلقة ويثبتها. ولا شك أن المقصود هو المسيح المجيد (كثيرا ما يدل يوحنا عليه بالضمير اليوناني المفخم " ذاك " (3 / 28 و 30 و 7 / 11 و 9 / 28 و 1 يو 2 / 6 و 3 / 3 و 5 و 7 و 16 و 4 / 17). كما أن ليسوع الشهادة التي يشهدها الآب له، كذلك يعلم التلميذ الشاهد بأن المسيح الذي يرسله يؤيده ويثبته (راجع 5 / 31 - 32 و 8 / 13 - 14). يعتقد بعض المفسرين بأن المقصود هو شهادة الآب، ويظن بعضهم الآخر أننا أمام تعليق من الناشر يعترف فيه بصحة الشهادة التي يرويها.
(٣٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 350 351 352 353 354 355 356 357 358 359 360 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة