الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٣٦٠
يسوع لتلاميذه بعد قيامته من بين الأموات.
[يسوع يجعل بطرس راعي الخراف] 15 وبعد أن فطروا قال يسوع لسمعان بطرس (7): " يا سمعان بن يونا، أتحبني أكثر مما يحبني هؤلاء؟ " قال له: " نعم يا رب، أنت تعلم أني أحبك حبا شديدا (8) ". قال له:
" إرع حملاني " (9). 16 قال له مرة ثانية: " يا سمعان بن يونا، أتحبني؟ " قال له: " نعم، يا رب، أنت تعلم أني أحبك حبا شديدا ". قال له: " إسهر على خرافي ". 17 قال له ثالثة: " يا سمعان بن يونا، أتحبني حبا شديدا؟ " فحزن بطرس لأنه قال له في المرة الثالثة: أتحبني حبا شديدا؟ فقال: " يا رب، أنت تعلم كل شئ، أنت تعلم أني أحبك حبا شديدا ". قال له: " إرع خرافي. 18 الحق الحق أقول لك:
لما كنت شابا، كنت تشد الزنار بنفسك، وتسير إلى حيث تشاء. فإذا صرت شيخا بسطت يديك، وشد غيرك لك الزنار، ومضى بك إلى حيث لا تشاء " 19 قال ذلك مشيرا إلى الميتة التي سيمجد بها الله (10). ثم قال له: " اتبعني! ".
[يسوع والتلميذ الحبيب] 20 فالتفت بطرس، فرأى التلميذ الذي أحبه يسوع يتبعهما، ذاك الذي مال على صدر يسوع في أثناء العشاء وقال له: " يا رب، من الذي يسلمك؟ " 21 فلما رآه بطرس قال ليسوع: " يا رب، وهذا ما شأنه؟ " 22 قال له يسوع: " لو شئت أن يبقى إلى أن آتي (11)، فما لك وذلك؟ أما أنت فاتبعني " (12). 23 فشاع بين الإخوة هذا القول: إن ذلك التلميذ لن يموت، مع أن يسوع لم يقل له إنه لن يموت، بل قال له: لو شئت أن يبقى إلى أن آتي، فما لك وذلك؟

(7) لا شك أن في تكرار الكلام نفسه تذكيرا بتصريحات بطرس الحماسية (13 / 37 ومتى 26 / 30 - 35 ومر 14 / 26 - 31 ولو 22 / 31 - 34) وبإنكاره ثلاث مرات (13 / 38 و 18 / 17 و 25 - 27).
(8) يعترف بطرس بحبه من غير أن يدعي التفوق على غيره، ويستند إلى معرفة المسيح ما في القلوب.
(9) يسوع هو، في آن واحد، مرسل الآب والراعي الوحيد (راجع 10 / 14 - 16). وبناء على المحبة التي يعترف بها بطرس ويعيشها، يعهد إليه بالمهمة الرعوية لقطيعه (راجع 10 / 1 - 16)، وكما أن رسالة الرسل لا تتخذ معناها إلا بارتباطها برسالة الابن المتجسد (17 / 17 و 20 / 21)، كذلك تتصل المهمة الرعوية بمهمته (متى 10 / 6 ورسل 20 / 28 - 29 و 1 بط 5 / 1 - 4). وتظهر هنا المحبة التامة للمسيح شرطا لمثل هذه المسؤولية، وسيكون هو مصدرها.
ولقد وصلت الكنيسة الكاثوليكية شيئا فشيئا، باعتمادها على هذا النص خاصة، إلى عقيدة عمل المجلس الرسولي والبابا الذي يرأسه (راجع متى 16 / 17 - 19 ولو 22 / 31 - 32).
(10) ستنتهي حياة بطرس بالعذاب، ولكنه سيتقبله فيمجد الله هو أيضا (راجع 12 / 33 و 13 / 36). عن الصلة بين الموت والمجد، راجع 13 / 31 و 36 و 12 / 20 - 23 و 33. من الراجح أن " بسط اليدين " يدل على الصليب.
(11) أي إلى مجئ المسيح (راجع العبارة التي كانت تختم الاحتفال بالافخارستيا (1 قور 11 / 26) والتي ينتهي بها سفر الرؤيا أيضا (رؤ 22 / 7 و 12 و 17 و 20).
(12) تبقى الجملة غامضة وسوف يساء فهمها: لقد تعني أن على بطرس أن يتمسك برسالته غير مبال بما لم يوضح، وقد تعني أيضا أن التلميذ الحبيب، وهو الذي فاق الجميع في إدراكه لسر المسيح، سيبقى حاضرا في الكنيسة بالشهادة المثبتة في هذا الكتاب.
(٣٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 355 356 357 358 359 360 361 363 365 366 367 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة