الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٣٤٩
25 يا أبت البار (31) إن العالم لم يعرفك أما أنا فقد عرفتك وعرف هؤلاء أنك أنت أرسلتني.
26 عرفتهم باسمك وسأعرفهم به لتكون فيهم المحبة التي أحببتني إياها وأكون أنا فيهم ".
[ج - آلام يسوع] [اعتقال يسوع] [18] 1 قال يسوع هذه الأشياء، وخرج مع تلاميذه، فعبر وادي قدرون (1)، وكان هناك بستان، فدخله هو وتلاميذه (2). 2 وكان يهوذا الذي أسلمه يعرف ذاك المكان لكثرة ما اجتمع فيه يسوع مع تلاميذه. 3 فجاء يهوذا بحرس الهيكل (3) والحرس الذين أرسلهم عظماء الكهنة والفريسيون حتى بلغ ذلك المكان، ومعهم المصابيح والمشاعل والسلاح. 4 وكان يسوع يعلم جميع ما سيحدث له (4)، فخرج وقال لهم: " من تطلبون؟ " 5 أجابوه: " يسوع الناصري ". قال لهم: " أنا هو " (5). وكان يهوذا الذي أسلمه واقفا معهم. 6 فلما قال لهم:
أنا هو، رجعوا إلى الوراء ووقعوا إلى الأرض.
7 فسألهم يسوع ثانية: " من تطلبون؟ " قالوا:
" يسوع الناصري ". 8 أجاب يسوع: " قلت لكم إني أنا هو، فإذا كنتم تطلبوني أنا فدعوا هؤلاء يذهبون ". 9 فتمت الكلمة التي قالها: " إن الذين وهبتهم لي لم أدع أحدا منهم يهلك " (6).
10 وكان سمعان بطرس يحمل سيفا، فاستله

(31) تعبر كلمة " بار " المطلقة على الله عن استقامة حكمه ونزاهته (مز 119 / 137 وتث 32 / 4). وقد تشير أيضا إلى أمانته ورحمته (مز 7 / 18 و 9 / 5 و 96 / 13 و 116 / 5 و 129 / 4 و 145 / 7). ومن الراجح أن هذا المعنى هو الذي نجده هنا (راجع روم 3 / 26 ورؤ 16 / 5).
(1) إن الوادي الذي يحفره سيل قدرون يفصل بين أورشليم وجبل الزيتون (2 صم 15 / 23 ومتى 26 / 30 ومر 14 / 26 ولو 22 / 39).
(2) يذكر متى 26 / 36 ومر 14 / 32 مكانا يقال له جتسمانية، ولا يروي يوحنا الصلاة التي صلاها يسوع فيه (ومع ذلك راجع 12 / 27 و 18 / 11).
(3) كانت الكلمة اليونانية تدل عادة على الكتيبة الرومانية (ألف رجل)، وهذا ما حمل على الاعتقاد بأن يوحنا يقصد اشتراك الجيش الروماني في الاعتقال، لكن العبارة كانت تدل أيضا على جيش يهودي (يه 14 / 11 و 2 مك 8 / 23 و 12 / 20 - 22)، وهناك من المؤشرات ما يحمل على الاعتقاد بأن المبادرة تعود هنا إلى بعض السلطات اليهودية، ومن الراجح أن هذه العبارة كانت تدل على حرس الهيكل.
(4) لم يفاجأ يسوع، بل كان يعي وعيا تاما اقتراب أحداث الآلام وأهميتها (راجع 13 / 1 و 3 و 12 / 20 - 28 و 10 / 17 - 18).
(5) عن معنى هذه العبارة، راجع 8 / 24. بمثل هذا الجواب يكشف يسوع عن نفسه، فيصبح الاقتراب منه رهيبا للذين يجسدون قدرة الشيطان. هذا كان شأن الجبل المقدس الذي تجلى الله فيه لإسرائيل (خر 1 / 22) أو شأن تابوت العهد الذي كان يقيم فيه (2 صم 6 / 7). ففي كل من الحالتين، تنفي القداسة ما هو دنيوي وما هو نجس. ولذلك لا يدخل التلاميذ في ألفة يسوع إلا لأنهم " مكرسون بالحق " (17 / 17).
(6) راجع 17 / 12 و 6 / 39 و 10 / 28 و 16 / 32.
(٣٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 344 345 346 347 348 349 350 351 352 353 354 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة