الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٣٥٢
" أتراني يهوديا؟ إن أمتك وعظماء الكهنة أسلموك إلي. ماذا فعلت؟ " 36 أجاب يسوع:
" ليست مملكتي من هذا العالم.
لو كانت مملكتي من هذا العالم لدافع عني حرسي لكي لا أسلم إلى اليهود (26).
ولكن مملكتي ليست من ههنا ".
37 فقال له بيلاطس: " فأنت ملك إذن! " أجاب يسوع:
" هو ما تقول، فإني ملك.
وأنا ما ولدت وأتيت العالم إلا لأشهد للحق (27).
فكل من كان من الحق يصغي إلى صوتي " (28).
38 قال له بيلاطس: " ما هو الحق؟ " (29) قال ذلك، ثم خرج ثانية إلى اليهود فقال لهم: " إني لا أجد فيه سببا لاتهامه. 39 ولكن جرت العادة عندكم أن أطلق لكم أحدا في الفصح. أفتريدون أن أطلق لكم ملك اليهود؟ " 40 فعادوا إلى الصياح: " لا هذا، بل برأبا! ".
وكان برأبا لصا (30).
[19] 1 فأخذ بيلاطس يسوع وجلده. 2 ثم ضفر الجنود إكليلا من شوك ووضعوه على رأسه، وألبسوه رداء أرجوانيا (1)، 3 وأخذوا يدنون منه فيقولون: " السلام عليك يا ملك اليهود! " (2) وكانوا يلطمونه.
4 وخرج بيلاطس ثانيا وقال لهم: " ها إني أخرجه إليكم لتعلموا أني لا أجد فيه سببا لاتهامه ".
5 فخرج يسوع وعليه إكليل الشوك والرداء الأرجواني، فقال لهم بيلاطس: " هاهوذا الرجل! " (3) 6 فلما رآه عظماء الكهنة والحرس

(26) تختلف المملكة التي يطالب بها يسوع اختلافا شديدا عن المملكة التي تعود أهدافها ووسائلها إلى هذا العالم.
فإن مملكته هو لا تحتاج على الإطلاق إلى القوة وإلى ما في العمل السياسي من طرق مألوفة. لقد نالها من الله.
(27) كان الفكر الكتابي قد رأى ما هناك من صلة بين الملكية والحكمة (راجع 2 صم 14 / 17 - 20). والملكية الأخيرية التي افتتحها يسوع في العالم، في تلك الساعة، لا تستخدم العنف، بل تحقق وفقا لمشيئة الآب الذي عهد إليه برسالته، بقبول حق الله المتجلي في الكلمة المتجسد (راجع 14 / 6 و 3 / 11 و 32 و 8 / 13 - 14 و 46).
(28) إن الذين ينضمون إلى مرسل الله هم منذ الآن معه لأنهم يعملون بحسب الحق (راجع 3 / 21 و 6 / 42 و 17 / 2 و 6 و 1 / 47).
(29) هذا السؤال، الذي لا يستدعي جوابا، يشير في آن واحد إلى ارتياب الموظف الروماني وإلى عجز السلطة السياسية عن تفهم وجهة نظر يسوع، وهي وجهة نظر الحق. سيعترف بيلاطس ببراءة يسوع، كما ورد في 19 / 4 و 6 ولو 23 / 4 و 14 و 22، وبالألفاظ نفسها.
(30) راجع متى 27 / 15 - 26 ومر 15 / 6 - 15 ولو 23 / 17 - 24. يقتصر يوحنا على سرد الحادثة سردا وجيزا، مشيرا إلى أنهم فضلوا لصا على يسوع بعد أن جعلوا منه مشاغبا: فالعالم يعرف خاصته. نضيف أن كلمة " لص " كثيرا ما أطلقت على الغيورين الذين قاموا بالعمل السياسي والديني العنيف (راجع 10 / 8).
(1) أرجوانيا: أحمر اللون.
(2) راجع متى 27 / 27 - 31 ومر 15 / 16 - 20.
(3) في إنجيلي متى ومرقس، يأتي الجلد والشتائم بعد الحكم. وفي لو 23 / 16 - 22، عرض بيلاطس على الحاضرين، قبل الحكم، أن " يعاقب " يسوع. أما في إنجيل يوحنا، فيبدو أن بيلاطس أمل أن يجعل من ذلك وسيلة إلى صرف النظر، معتقدا بأن رؤية الرجل البائس المضحك تكفي للدلالة على بطلان ادعاءاته للملك. لكن يوحنا ينظر إلى الأحداث، ولا شك، نظرة مختلفة، ويوحي بأن نرى في يسوع الإنسان الحقيقي الذي يفتتح، في هذه المذلة نفسها، الملكية المشيحية.
(٣٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 347 348 349 350 351 352 353 354 355 356 357 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة