الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٣٤٨
كما أني لست من العالم.
17 كرسهم بالحق (20).
إن كلمتك حق (21).
18 كما أرسلتني إلى العالم فكذلك أنا أرسلتهم إلى العالم (22) 19 وأكرس نفسي من أجلهم (23) ليكونوا هم أيضا مكرسين بالحق (24).
20 لا أدعو لهم وحدهم بل أدعو أيضا للذين يؤمنون بي عن كلامهم (25).
21 فليكونوا بأجمعهم واحدا:
كما أنك في، يا أبت، وأنا فيك فليكونوا هم أيضا فينا ليؤمن العالم بأنك أنت أرسلتني (26).
22 وأنا وهبت لهم ما وهبت لي من المجد ليكونوا واحدا كما نحن واحد (27):
23 أنا فيهم وأنت في ليبلغوا كمال الوحدة ويعرف العالم أنك أنت أرسلتني وأنك أحببتهم كما أحببتني.
24 يا أبت، إن الذين وهبتهم لي أريد أن يكونوا معي حيث أكون (28) فيعاينوا ما وهبت لي من المجد (29) لأنك أحببتني قبل إنشاء العالم (30).

(٢٠) " كرس " أو " قدس " كائنا: فصله عن شؤون الدنيا وأدخله بكامله وللأبد في حياة الله. والتقديس هو من عمل الآب (١٧ / ١١).
(٢١) إن أداة تقديس التلاميذ هي حقيقة الله المتجلية في الكلمة المتجسد.
(٢٢) إن التكريس / التقديس يولي التلاميذ القدرة على القيام بالرسالة (راجع 10 / 36 وار 1 / 5 وسي 45 / 4)، لأنه يفرد المرسلين لحمل الكلمة في داخل العالم، دون أن يعزلهم عنه.
(23) إن التكريس لله يشمل تقدمة الحياة، بقدر ما يلزم كيان الإنسان وعمله في تمامهما. وهذا الوجه الذبائحي بحصر المعنى مشدد عليه نظرا لدنو الصليب ولعبارة " من أجلهم ". وبهذا الكلام يعبر يسوع عن رغبته في بذل حياته طوعا (10 / 18 و 15 / 13) لتكريس تلاميذه (راجع 6 / 51 1 قور 11 / 24 و 15 / 3 ومر 14 / 24 ولو 22 / 20 وعب 2 / 9 و 5 / 1 و 9 / 7 و 10 / 12). وهذا ما يفسر لماذا سمي الفصل 17 " الصلاة الكهنوتية ".
(24) يقوم تقديس التلاميذ في آخر الأمر على ذبيحة الصليب وعلى هبة الروح بالمسيح المجيد. من المفسرين من يشدد بالأحرى في التقديس على الأطهار من الخطيئة (15 / 3) ومنهم من يشدد بالأحرى على الهبة الروحية التي تمكن التلاميذ من القيام برسالتهم (17 - 20).
(25) يشمل يسوع في صلاة واحدة من يشركهم في رسالته ومن سيؤلفون، بحكم تبشيرهم، جماعة المؤمنين، أي الكنيسة (راجع 4 / 35 - 42 و 10 / 16 و 11 / 52 و 12 / 20 و 32 و 13 / 2).
(26) يشترك المؤمنون، بانضمامهم إلى يسوع، في اتحاد المحبة الذي يجمع بين الآب والابن (5 / 19 - 20 و 10 / 15 و 30 و 1 يو 1 / 3). فيصبح اتحاد بعضهم ببعض، في نظر العالم، دليلا مثاليا على تدخل الله الأخيري وعلى صحة رسالة يسوع.
(27) إن المجد الذي يناله المسيح من الآب، بعد الصليب (الآيات 1 - 5)، هو تجلي اتحاده بالآب للبشر.
والمؤمنون الذين يشعرون به يشركون فيه فيصبحون بدورهم تجليا لمجد المسيح: وكل هذا يتم في الواقع بالوحدة التي يحققونها بحب بعضهم لبعض.
(28) يشارك التلميذ في وضع الرب وطاعته في المذلة (13 / 33 و 36) وارتفاعه في المجد (12 / 26 و 14 / 3).
(29) إن مشاهدة مجد المسيح (راجع 2 قور 3 / 18 - 4 / 6) هي أيضا معرفة المحبة التي تجمع بين الآب والابن.
وهنا يكمن أساس كل وجود بشري ونهايته.
(30) راجع 17 / 5.
(٣٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 343 344 345 346 347 348 349 350 351 352 353 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة