مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٣ - الصفحة ١١
نترك جواب ذلك لكل من يتصفح التاريخ المعاصر..
ولقد كانت مثل هذه الحداثة، وما زالت فلولها الباقية، تتقاطع مع " الأصالة "، بل تجهز عليها بعداء مفضوح، وقد اختلط على الكثيرين من أتباعها الفرق بينها وبين مفهومي " المعاصرة " و " التأصيل "، إذ يعني الأول:
غرس الجديد الصالح، وإضافته إلى القديم، والثاني: استيعاب الوافد الجيد..
وغير خفي أن ذلك يتم عبر مرجعية فكرية ذات قيمومة متكاملة - كالإسلام العظيم - بمنهجية واثقة، يصبح التراث من خلالها هو الخصوصية الحضارية الأولى عبر (الإبداع) لا (البدعة).. مستنيرا بالشعلة الأبدية الوقادة، المنطلقة من تعاليم الشريعة المقدسة، بثقليها: القرآن الكريم، ومذهب أهل بيت العصمة والكمال، محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وآل محمد (عليهم السلام)، الطيبين الطاهرين، اللذين ما تركا شاردة وواردة إلا ولهما حكم فيها، يستوعب كل احتياجات الفرد الإنساني والمجتمع، في كل زمان ومكان، إذ إن الرسالة الإسلامية المجيدة تامة شاملة، تستقصي أخص خصائص الحياة ومتغيراتها، بما يمكن البناء على أسسها، لاتخاذ مواقف وآراء متطابقة تمام التطابق مع الشرع المحمدي الحنيف.
وختاما، نحن لسنا ضد الجديد الجيد الذي لا يتعارض مع ديننا، وقيمنا، وتراثنا الخالد، بل ضد الوافد الموبوء الذي يجهز على أصالتنا ومعنوياتنا ليحولنا من أسياد إلى أتباع، ومن حماة حملة للحق واثقين برسالتهم وخط الولاء المقدس لأهل البيت (عليهم السلام) إلى أذيال مسلوبي التاريخ والإرادة، منبهرين بكل زائف قادم من الغرب عبر المارقين من كتاب ومثقفي الانتكاس والارتكاس في حضارة الشيطان المجلب بإعلامه ودعايته
(١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 5 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 ... » »»
الفهرست