مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٣ - الصفحة ١٠
و (هيغل) و (ماركس)، رغم أن الأخير لا يمجد النزعة الفردية.. وسقوط أمثال: (كير كيغارد) و (نيتشه)، رغم أن الثاني ممن تدين له الحداثة بالولاء.. مارة بقوائم طويلة من منظريها وروادها، أمثال: (مايا كوفسكي) و (ألكسندر بلوك) و (بريخت) و (ألان تودين) و (هنري لوفيفر) و (ميشيل فوكوه) و (إدغار ألن بو) و (أدموند ولسن) و (كولن ولسون) و (جيمس ماكفارلين)... وغيرهم، من أقصى اليمين حتى أقصى اليسار، شيوعيين، اشتراكيين أوروبيين، رأسماليين، فوضويين، عبثيين، سرياليين، رمزيين، دادائيين، لا منتمين، مهرطقين... وإلى آخر القائمة..
لا يجمعهم جامع، ولا ينتهجون نهجا واضحا سوى النزق، والخروج عن القيم، والتمرد عليها، وحب الظهور، وتقديس الأنا، والسعي الحثيث إلى الشهرة الزائفة، وادعاء الريادة، والضحك من التاريخ، والسخرية من المقدس، وتكريس السوادوية، حتى عدها بعضهم - الحداثة -: فنا منحطا، أو: نوعا من الجنون الأبدي المتمرد، المسقط للقيم في عواصم الغرب الثقافية: لندن وباريس وجنيف وبرلين وموسكو و... ثم نيويورك وسواها في العالم الجديد..
إن هذه (الحداثة) المجلوبة، المفروضة بالهيمنة الاستعمارية - كناتج أساسي لها - وفي ظل نظريات مثل: (العالم الثالث) و (منطقة العواصف الثورية) و (أسواق جنوب الأرض)، هي نوع من (الاستيراد القسري) فيما يدعي (النظام العالمي الجديد) حرية السوق وتوطيد سلطته!
ولو سلمنا أن (الحداثة) قد أنجزت فعلها في الغرب، فكيف كانت (الحداثة المجلوبة) لنا، التي أريد لها أن تندمج وتتسلل إلى غير بيئتها وصيروراتها وحيثياتها؟!
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 5 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»
الفهرست