مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٥ - الصفحة ٨
وكانت عودة الجماهير إلى الحضارة الإسلامية، عودة حميدة مجيدة، تحتوي على قوة العزيمة والتصميم والجد والوعي والمعرفة التامة.
ولقد ذهل الاستعمار بهذه العودة، بعد أن دأب قرنا من الزمان في العمل على إبعاد الأمة الإسلامية عن دينها، وبث روح اللهو واللعب والتفاخر والتكاسل بين جيل الشباب إلى حد الارتماء في أحضان الرذيلة والفساد والعبثية.
وقد أثارت هذه العودة إلى الإسلام سخط الاستعمار - شرقيه وغربيه - فجند أجهزته الظاهرية والسرية، ولجأ إلى القمع والاتهام، والضغط السياسي والاقتصادي، ومن خلال عملائه الحاكمين على بلدان المنطقة، وبأجهزة الأمن والاستخبارات والمباحث في داخل البلاد وخارجها، لإيقاف المد الإسلامي الظافر، وإخماد نور الصحوة الإسلامية المجيدة.
ومن الأساليب التي ينفذها هو (بعث) شراذمة من أولاد البلاد الإسلامية والمنتمين إلى لغاتها، من الجيل المتعلم في مدارس الغربيين، أو على مناهجهم الدراسية، والمتربين على الثقافة الغربية المادية، والذين غسل المستشرقون أدمغتهم، وفرغوها عن كل ما هو إسلامي، ولقنوهم حب الغرب والانبهار بكل ما فيه، فدفعوهم في هذه الفترة بالذات ليكونوا أدوات تحريف لأفكار الشباب المعاصر في البلاد الإسلامية، لصدهم عن اللحوق بهذه الصحوة، وحذرا من أن ينتبهوا إلى ما يملكه الإسلام من قدرات خارقة عظيمة في الفكر والتشريع والأخلاق، والحضارة.
فراح أولئك العملاء الجدد يشوهون سمعة هذا الدين ويزيفون ما يمت إليه من خلال كتابات تهريجية ومزورة، ملؤها الكذب على الإسلام وأهله والقذف للجيل المتحرك لإعلاء كلمته، ولا تخلو صفحة من كتاباتهم من الاتهام والهراء ضد مقدسات الأمة، والتعدي على أصوله وفروعه، وتراثه وتاريخه، بعقلية تزييفية، وبصورة بشعة، إلا أن أعمالهم تحمل عناوين غارة
(٨)
مفاتيح البحث: الكذب، التكذيب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 5 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»
الفهرست