مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٥ - الصفحة ١٢
* عناوين الكتب مفاتيح لتصنيفها:
إن عناوين الكتب - سواء الكبيرة، أم الثانوية التي توضح أبعادا أوسع - إنما هي الأبواب التي يدخل القراء من خلالها إلى أعماق المدينة المؤلفة من الكلمات والسطور والصفحات، فيحدد موقفه منها خلال نظره، فمن (الابتزاز) أن يحاول المؤلف الايحاء بالعنوان إلى غير ما يحتويه الكتاب، وإغراء القارئ بشرائه أو قراءاته، فهذه طريقة مقبوحة ومستهجنة، تحتوي على استهلاك الكلمة التي تشكل العنوان، وعلى حساب الفكر، وتوتر القراء، وهو نوع من (الدجل الفكري والثقافي).
فلو قيس عنوان (تدوين السنة) الذي وضعه المؤلف إبراهيم فوزي على كتابه، إلى الغرض الذي تابعه من (المقدمة) وحتى آخر صفحة بعنوان (الخاتمة) والتي صرح فيها بالغرض واضحا، يجد أنه (لا يشي عنوانه بأهميته) عند البعض، إن اعتبر ذلك (إحدى حسناته) إلا أنه تجاوز لما ذكرنا من موازين الكتابة العلمية، مهما أحسنا الظن به!
فإن العلوم الإسلامية، والمعارف التي تتمحور حولها، قد تضخمت، وتوسعت على مدى المدة الفاضلة بيننا وبين المصادر الأساسية، و (السنة) لكونها عند المسلمين واحدا من تلك المصادر، بل أوسعها، لم تخرج من دائرة هذه الحقيقة، بل تكثفت الجهود حولها، وشكلت لمعالجة قضاياها وجمع خصوصياتها علوم عديدة هي: (علم الحديث) و (علم المصطلح) و (علم الرجال) مضافا إلى ما يتفرع عن كل من مباحث، وتخصصات، استغرقت جهودا مبثوثة، وأخرى منتشرة بشكل استطرادي في علوم أخرى.
ومن أهم البحوث المصيرية المطروحة حول (السنة) هو البحث عن حجيتها، ومدى تأثيرها في إثبات المعارف الدينية، وقد قام منذ القديم حول ذلك جدل كبير، لما يترتب على نتيجته من آثار عملية مباشرة في حياة
(١٢)
مفاتيح البحث: الظنّ (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 ... » »»
الفهرست