مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٥ - الصفحة ١٨٩
إحياء التراث لمحة تاريخية سريعة حول تحقيق التراث ونشره وإسهام إيران في ذلك (1) الشيخ عبد الجبار الرفاعي يختزن التراث إمكانات النهوض والإبداع في حياة الأمة، لأن لكل أمة شروط نهضتها الخاصة المعبرة عن نسقها التاريخي الخاص، ومقومات شخصيتها التي تأتلف في إطار مسيرتها التاريخية المحددة.
ويعبر تراثنا عن أمتنا وهويتها، بل هو خير معبر عنها، لأنه جزء منها، وهكذا كل تراث هو جزء من الأمة التي أنجزته، فلا يمكن أن نؤسس النهضة على تراث آخر غير تراث الأمة، فالنهضة يحتضنها هذا التراث، وتصبح فيما بعد أحد مكتسبات الأمة في حركتها التاريخية، وتصير واحدة من الإنجازات الكبرى، والقفزات المتميزة في سعي الأمة نحو التقدم والتكامل.
وللتراث وظيفة أساسية في تجلية الهوية الحضارية للأمة، وتأكيد ذاتها، وحماية هذه الذات من الذوبان والانكسار، باعتبار أن التراث يستوعب مجموعة الرؤى والأفكار والخبرات والابتكارات، مما أنتجته الأمة في طول تجاربها الحياتية الشاقة، في حالات الانتصار والهزيمة، وفي حالات الازدهار والركود، وفي حالات التقدم والانحطاط، ولذا فهو يجسد الذاكرة التاريخية للأمة، ويمثل الزمن المتحرك المحيط بكل فعاليات الأمة ومكتسباتها.
(١٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 ... » »»
الفهرست