مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٥ - الصفحة ٢١
(إن الصحف التي كتبت في عهد رسول الله تدل على أن التشدد ضد كتابة السنة في عهد رسول الله أخف بكثير مما آل إليه الحال في عهد الصحابة).
فأية قيمة تبقى لعمل بعض الصحابة بزعم (التمسك بنهي النبي)؟!
هذا، مع أن المجموعة الأكبر من الصحابة، لم يأبهوا بحديث النهي المزعوم، بل كانوا مع إباحة التدوين قولا وعملا.
* الدلالات الأخرى:
وظاهرة خطرة في تصرف المؤلف، تؤكد بعده عن الحياد العلمي، هي تعامله مع النصوص المنقولة بشكل مبتور، فيحذف منها المقاطع التي تدل على خلاف هدفه، أو يزيد عليها ما يفيده!
مثلا: حديث رواه الأسود، عن عبد الله بن مسعود، قال: جاء علقمة بكتاب، فيه أحاديث عن رسول الله، فدخلنا على عبد الله بن مسعود، ودفعنا إليه الصحيفة، قال: فدعا بطست فيه ماء...) إلى آخر الحديث الذي نقله في ص 54، وخرجه في الهامش 10 عن تقييد العلم، ص 54، وجامع بيان العلم.
لكن الموجود في تقييد العلم ص 54: (جاء علقمة بكتاب من مكة أو اليمن، صحيفة فيها أحاديث في أهل البيت - بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم - فاستأذنا على عبد الله، فدخلنا عليه، قال: فدفعنا إليه الصحيفة، قال:
فدعا الجارية، ثم دعا بطست فيها ماء...) إلى آخر الحديث.
لكن فيلاحظ أنه حذف بعد كلمة (أحاديث) جملة (في أهل البيت، بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم) التي تعبر بوضوح عن محتوى (أحاديث الصحيفة) لكنه أضاف بعد كلمة (أحاديث) جملة (عن رسول الله)!!
فعلى ماذا يدل ذلك الحذف؟! وماذا تعني هذه الإضافة؟!
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»
الفهرست