مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٥ - الصفحة ٢٤
وعقلي يؤهله لتقويم الحديث من جهة المعنى).
فيرى أن المستوى العقلي غير معتبر في الراوي، بينما هو يعترف في ص 191 بأنهم:
(اكتفوا بأن تتوافر في رواية الحديث الشروط التالية: أولا: أن يكون الراوي عاقلا ومميزا...).
فإذا اشترط في الراوي أن يكون عاقلا، فما معنى قبول رواية من لا يتمتع بمستوى عقلي؟!
* دعاوى، وانفراد بالموقف!
ورغم أن المؤلف يحاول - أو يدعى له - اتباع (منهج نقدي على درجة عالية من الجسارة والشجاعة) إلا أن وجود عدد غير قليل من الدعاوى الفارغة من كل دليل، بل مستندة إلى مجرة الظن والتخمين، لا يناسب هذه الدعوى ولا تلك المحاولة.
1 - يقول في ص 38 عن مرحلة مكة:
(لم تكن كتابة ما يتحدث به [النبي] في هذه المرحلة، موضع تفكير أحد من المسلمين الذين كانوا قلة وجلهم من المستضعفين المضطهدين الذين كانوا يجهلون القراءة والكتابة، فالنهي عن تدوين السنة وقع في المدينة بعد الهجرة، وليس في مكة).
فهو يوهم - هنا أيضا - أن هناك نهيا - محتوما - قد وقع، وأن البحث إنما هو في وقوعه في مكة أو المدينة!
وبدعوى أن المسلمين كانوا يجهلون القراءة والكتابة، ينفي أن يكون ذلك في مكة، مع أن يجد القرآن قد كتب في مكة، وعلى يد أولئك القلة من المستضعفين والمضطهدين؟!
ومن أين عرف المؤلف أن المضطهدين لا بد أن يجهلوا القراءة
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»
الفهرست