صفات الله عند المسلمين - حسين العايش - الصفحة ٢٤
والقارئ إذا اطلع على هذين النصين فهم عقيدة التوحيد عند الوهابيين والحنابلة أنها تمثل لقلقة اللسان بهذه الألفاظ، دون أن يدرك المؤمن ما تحتوي عليه الآيات القرآنية من معان سامية، ثم إنه إذا كان التوحيد في الأسماء والصفات هو الإيمان بالقرآن الكريم فلا يوجد مسلم ينطق بالشهادتين دون أن يؤمن بالقرآن الكريم، إلا أن الوهابيين يكفرون من لا يؤمن بعقيدتهم، وقد مر بنا آنفا أن الشيخ عبد الرحمن حفيد الشيخ يكفر الأشعري ومن تبعه (1) بينما جميع أهل السنة اليوم يؤمنون بمذهبه في الكلام، فمعنى ذلك أن جميع أهل السنة كفرة ما عدى الوهابيين، بل معنى ذلك أن جميع من أسلم قبل أن يولد ابن تيمية والشيخ محمد بن عبد الوهاب كفرة لأنهم لا يؤمنون بالجمود على اللفظ دون محاولة فهم معناه، كما سنوافيك به فيما يأتي إن شاء الله تعالى.
ويرى بعض من يحاول أن يبرهن على مذهب الحنابلة بأن صفات الذات ليست بغير الذات ولا بعين الذات (2) وهذا كلام ليس بمفهوم لأن المتأمل لا يعرف غير أحد معنيين: أما أن تكون صفاته عين ذاته أو مغايرة لذاته، وأما أن تكون ليست الذات وليست غير الذات، فإن هذا المعنى لا يفهم إلا بضرب من التأويل الذي لا يراه المجسمة منهم، وتكلم بعض علمائهم المعاصرين في معنى صفات الله فلم يزد ولا كلمة واحدة عما يلي، قال: نؤمن بأسمائه وصفاته أي بأن له الأسماء الحسنى، والصفات الكاملة العليا (3).
وهذا الإيمان الذي أورده لا يشك فيه كل من قال: (لا الله إلا الله) فلماذا يكفر المسلمون عندكم، مع أنهم يؤمنون بنفس هذا الكلام..؟ إلا أنهم يمتلكون

(1) فتح المجيد، ص 16.
(2) شرح جوهرة التوحيد، ص 79.
(3) عقيدة أهل السنة والجماعة، ص 7 طبع الجامعة الإسلامية المدنية المنورة 1407 ه‍.
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»
الفهرست