صفات الله عند المسلمين - حسين العايش - الصفحة ٦٩
(ملاحق) ملحق (1) صفات الله عند الشيعة:
يعتبر الكلام في عينية الذات والصفات من أدق مباحث علم الكلام كما أن من يعرف مباحثه بدقة يعد من الراسخين في فهم التوحيد. وقبل بيان حقيقة اتحاد الذات بالصفات لا بأس من التعرض إلى إيضاح لإبهامات تحيط بالبحث.
أولا: إن الإنسان بعقله لا يمكنه أن يحيط بالله تعالى لأن ذاته تعالى لا تحد، وبالتالي كيف يتسنى للإنسان المحدود أن يحيط باللامحدود؟ وكيف يمكن للمتناهي أن يحيط باللامتناهي؟ ومن هنا نرى أن بعض فرق المسلمين تحرم الكلام جملة وتفصيلا في الله وصفاته إلا بما جاء من الأحاديث بادعاء أن العقل قاصر عن الإحاطة بالذات المقدسة والصفات الإلهية. إلا أن هذا الكلام يحمل في مضمونه معنيين أحدهم إيجابي والآخر سلبي، أما معناه الإيجابي فقد أشارت إليه الأحاديث الواردة عن أهل البيت (ع) مثل قولهم (اتركوا التفكر في ذات الله وإن التفكر في ذات الله لا يزيد صاحبه إلا تيها) (1).
وقولهم إن العجز عن المعرفة هو معرفة الله وإنه بالإقرار بالعجز يكون الإنسان م الراسخين في العلم (2).
فإن أريد بالقول الآنف إن العقل لا يدرك الله هو أن كنه الذات المقدسة لا يدرك من قبل أحد فهذا معنى صحيح ومقبول (كنهه تفريق بينه وبين خلقه) (3)، وإن

(1) توحيد الصدوق، ص 457 حديث 14.
(2) توحيد الصدوق ص 55 - 56.
(3) توحيد الصدوق، ص 36.
(٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 ... » »»
الفهرست