صفات الله عند المسلمين - حسين العايش - الصفحة ١٦
وقال عز وجل: (بل يداه مبسوطتان) وجاء عن النبي (ص): (كلتا يديه يمين).
وقال عز وجل: (لأخذنا منه باليمين) (1).
المعتزلة والصفات الإلهية:
من يراجع كلام المعتزلة في صفات الله تعالى يجد التقارب الواضح بين ما يقوله المعتزلة في الصفات وما يقوله الشيعة، والسبب في ذلك يرجع إلى أن المعتزلة يستقون معارفهم من مصدرين يرى الشيعة صحتهما:
المصدر الأول: كلمات أمير المؤمنين (ع) عن طريق حفيده أبو هاشم ابن محمد ابن الحنفية وكلمات أمير المؤمنين (ع) تمثل القمة في التوحيد الإلهي لاستقائه ذلك من القرآن، وقد ورد في الحديث النبوي الصحيح: أن عليا مع القرآن والقرآن مع علي.
والمصدر الثاني: هو العقل، وقد كان للمعتزلة دور رائد في تحكيم العقل وصلوا به إلى نتائج قيمة في معاني التوحيد، (واتفاق الشيعة والمعتزلة على هذين المصدرين وبالتالي في الاستنتاج منهما أدى ببعض الباحثين إلى الخلط، فجعل الشيعة تبعا للمعتزلة ناسيا أو متناسيا أن الشيعة أسبق في النشأة التاريخية ودخول المعترك الفكري، مما يجعل ما ذهب إليه قلبا لحقائق التاريخ).
وخلاصة ما يراه المعتزلة في ذلك (إن الذات الإلهية قديمة لها صفات هي العلم، والقدرة، والحياة) وهذه الصفات هي الذات المقدسة من حيث المصداق والتعدد فقط في عالم المفاهيم والألفاظ، وجميع هذه الألفاظ تشير إلى معنى واحد، هذا من ناحية الاتحاد بين الذات والصفات الذاتية.
وأما من ناحية ما ورد في القرآن والأحاديث النبوية مما يلزم منه التجسيم والتشبيه فله تأويلات تتفق مع روح اللغة العربية وتنسجم مع ما ورد من الآيات المحكمة في

(1) الإبانة، ص 34.
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»
الفهرست