صفات الله عند المسلمين - حسين العايش - الصفحة ١٨
واتفق المعتزلة على أن الله عالم بذاته، قادر بذاته، حي بذاته، لا بعلم وقدرة وحياة هي صفات قديمة ومعان قائمة به، لأنه لو شاركته الصفات في القدم الذي هو أخص وصف لشاركته في الإلهية (1) ويرى أحد كبار مشايخهم وجود فرق بين القول ب‍: (أن الله عالم بذاته لا بعلم) وبين القول ب‍: (أن الله علم بعلم وهو ذاته) لأن القول الأول نفي الصفة، والثاني إثبات ذات هو بعينه صفة، أو إثبات صفة هي بعينها ذات (2).
هذا خلاصة رأيهم في الصفات الذاتية.
رأيهم في الصفات الخبرية: الوجه واليد و..
في معنى (يد الله) عند المعتزلة:
(وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان) قالوا: إن معنى قول اليهود: (يد الله مغلولة) وصفه بالبخل، وقوله سبحانه:
(بل يداه مبسوطتان) تعبير مجازي يدل على إثبات غاية السخاء لله ونفي البخل عنه لأنه غاية ما يبذله السخي أن يعطي بيديه جميعا فيبنى المجاز على ذلك (3).
واليد عموما تفيد النعمة أو التأييد والنصرة (يد الله فوق أيديهم) أو تشير إلى ذات الله (لما خلقت بيدي) (سورة آل عمران: آية 75).
(أولم يروا إنا خلقنا مما عملت أيدينا أنعاما) (سورة يس: آية 71) (4).
ومعنى الوجه: (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) (سورة الرحمن: آية 27).

(1) الملل والنحل للشهرستاني، ج 1 ص 49.
(2) نفس المصدر، ج 1 ص 53.
(3) الكشاف، ج 1 ص 32.
(4) في علم الكلام، ج 1 ص 176.
(١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 ... » »»
الفهرست