صفات الله عند المسلمين - حسين العايش - الصفحة ١٣
الأشعري كان سياسيا أكثر منه فكريا (1).
خلاصة رأي الأشعري في الصفات يرى: أن الله يتصف بالعلم والقدرة والحياة والإرادة، وأن هذه الصفات قديمة مع الذات المقدسة، كما أن ما ورد مما يسمى بالصفات الخبرية يحمله على ظاهره بلا كيف في الإبانة ويؤول بعضه في اللمع، وإليك خلاصة ما يراه من كتبه:
استدل الأشعري على كونه تعالى عالما بأن الأفعال المحكمة لا تتسق في الحكمة إلا من عالم، وذلك أنه لا يجوز أن يحوك الديباج بالتصاوير ويصنع دقائق الصنعة من لا يحسن ذلك ولا يعلمه (2).
وقال في قدم صفاته تعالى: أن الحي إذا لم يكن عالما كان موصوفا بضد العلم من الجهل ولو كان موصوفا به لاستحال أن يعلم لأن ضد العلم إذا كان قديما لاستحال أن يبطل وإذا استحال أن يبطل لم يجز أن يصنع المصانع الحكيمة فلما صنعها دلت على أنه عالم وصح أنه لم يزل عالما (3) وبرهن على مغايرة الصفات لذاته تعالى بقوله:
أولا - كيف يمكن أن يقال: (إن علم الله هو الله) وإلا فيلزم أن يصح أن نقول:
(يا علم الله اغفر لي وارحمني) (4).
ثانيا - قال ومما يدل على أن الله عالم بعلم أنه سبحانه لا يخلو من صورتين:
الأولى: أن يكون عالما بنفسه.
الثانية: بعلم يستحيل أن يكون هو نفسه، فإن كان عالما بنفسه كانت نفسه

(1) نشأة الأشعرية وتطورها، ص 181.
(2) اللمع، ص 24.
(3) اللمع، ص 25 - 26.
(4) الإبانة، ص 108.
(١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 ... » »»
الفهرست