صفات الله عند المسلمين - حسين العايش - الصفحة ٢٥
بصيرة وفهما لا يوجدان عند المجسمة (الوهابيين).
وأوجز خلاصة مذهبهم في الصفات الشهرستاني فقال: إعلم أن جماعة كثيرة من السلف كانوا يثبتون لله تعالى صفات أزلية، من العلم، والقدرة، والحياة، والإرادة، والسمع، والبصر، والكلام، والجلال والإكرام، والجود والإنعام، والعزة، والعظمة، ولا يفرقون بين صفات الذات وصفات الفعل بل يسوقون الكلام سوقا واحدا، وكذلك يثبتون صفات خبرية مثل اليدين، والوجه، ولا يؤولون ذلك إلا أنهم يقولون:
(هذه الصفات قد وردت في الشرع فنسميها صفات خبرية) (1).
وهذا المقدار من الاعتقاد وإن كان غير صحيح إلا أنه إذا اعتقد به مجموعة من العوام - كما يظهر من قوله (كثير من السلف) - فلا يضير الآخرين الذين هم أيضا ليسوا بقليلين، كالمعتزلة والشيعة وباقي الفرق الإسلامية الأخرى، وإن كان فيه الكثير من الخلط - الذي يأباه العالم - بالصفات، وأنها على أقسام، إلا أن هذا لا يوجب الاعتقاد به من دون تفسيره وإظهاره باللسان دون فهم معناه لا يوجب الخروج عن الإسلام أو الفسق لكون العوام وإن وجب عليهم الاعتقاد عن دليل إلا أنهم قد لا يصلون إلى فهم أكثر من هذا، ولكن الضرر أن يعتقد به من يدعي العلم ويكفر من لا يعتقد به، كما يفعله البعض، مع أن الشهرستاني نفسه يقول: إن إجراء هذه الصفات على ظاهرها تشبيه (2).
رأيهم في الصفات الخبرية:
قال أحمد ابن حنبل: وقد سمى الله رجلا كافرا اسمه الوليد ابن المغيرة المخزومي فقال: (ذرني ومن خلقت وحيدا) (سورة المدثر: آية 11).

(1) الملل والنحل، ج 1 ص 84.
(2) نفس المصدر.
(٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»
الفهرست