الامامة ذلك الثابت الإسلامى المقدس - الشيخ جلال الصغير - الصفحة ٢٥٨
غيرها في تلك الساحة، حيث يبدون أنها هنا تخاطب الفئة الأكثر التزاما بالرجوع إلى الأصالة، ولهذا نجد القرآن له قداسة خاصة في هذا الفهم، ولكن يطلب من القرآن له يخضع للمواصفات التي تقدمها نظم الألسنية الحديثة، فالنص هنا يقدم لتيم تشريحه وفق مراد المتلقي له لا صاحب النص نفسه، إذ يعمل هذا المنهج لتعويم النص إلى الدرجة التي لا يبقى له معنى، بحيث يشرف على اللا تناهي في الدلالة واللا محدود في المعنى - كما يتحدث بذلك محمد حسين فضل الله - فهو يرى أولا: ضرورة إخراج المفردة اللغوية في النص من أطارها التاريخي إلى أن تكون متحركة غير الزمن، وثانيا: إلى الفصل بين النص وبين محرره، وفصل التجربة الشخصية للإنسان المتكلم بها، لأن معناها يمثل علاما ثقافيا في حجم حركته في التاريخ وفي الكون كله، مما قد يختلف الناس في وعيه في مختلف أبعاده وتنوع آفاقه (1).

(١) أنظر فضل الله في مقاله: النص والتأويل وآفاق حركة الاجتهاد المنشور في مجلة المعارج العدد: ٢٨ - ٣١ ص ٢٥٩، وكذا انظر مقالة وجيه قانصوه: جدلية النص والواقع المنشورة في فصل فضل الله وآمال المرجعية المؤسسة في نفس العدد ص: ١١٩ - ١٢٠.
ولا أعرف في واقع الحال ما إذا كان فضل الله يعي حقيقة ما يقوله هنا، حيث أن ذلك عكس منهجه التفسيري الملتزم بحجية الظهور وعدم تعدد المعاني بشكل متشدد. (أنظر مقدمة الطبعة الجديدة من وحي القرآن).
(٢٥٨)
مفاتيح البحث: القرآن الكريم (3)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 ... » »»
الفهرست