الإمام الثاني عشر عليه السلام - السيد محمد سعيد الموسوي - ج ١ - الصفحة ١٥
ومن أعجب العجاب، أن ذلك الفاضل الجليل، قد أراد أن يبطل ذلك القول بأصول الشيعة التي أصلوها للإمامة، من باب أن نصب الإمام لطف، وكل لطف واجب على الله تبارك وتعالى، فنصب الإمام واجب عليه تقدس وعلا.
ولقد طبع ذلك الكتاب (سبائك الذهب) أخيرا مع هذه الزخارف، في إحدى مطابع النجف الأشرف، بدون رد عليه، أو حاشية تشير بفساد هذا الزعم وبطلانه فعثر عليه بعض أحبتنا الكرام - كما اطلع عليه الكثير من أهالي النجف وقاطنيها - فأمرني أن أرد عليه ردا خاليا عن الإطناب الممل والإيجاز المخل ومع عرفاني بأن سواعدي قصيرة عن تناول هذه المنية، وعواتقي لا تحتمل مثل هذا العب ء، بادرت إلى الإجابة مخافة أن تسري هذه المكروبات التخيلية الفاسدة، إلى أذهان النشئ الجديد، فيدخلها من دون إذن، وهي خالية من القوى الدافعة لهذا الزعم الباطل، مستعينا بلطف الرب الجليل، ومتكلا عليه، وهو الموفق والمعين.
كلمة السويدي فأقول: لقد قال هذا الفاضل في كتابه (سبائك الذهب) 78، لما وصل إلى اسم محمد بن الحسن العسكري (ع) ما لفظه:
(وكان عمره عند وفاة أبيه خمس سنين، وكان مربوع القامة، حسن الوجه والشعر، أقنى الأنف، صبيح الجبهة. وزعم الشيعة أنه غاب في السرداب بسر من رأى والحرس عليه، سنة مائتين واثنتين وستين، وأنه صاحب السيف القائم المنتظر قبل قيام الساعة، وله قبل قيامه غيبتان، إحداهما أطول من الأخرى.
قلت: ومما يبطل كون المهدي محمد هذا هو المنتظر قبل الساعة: أصولهم التي أصلوها للإمامة وهي ما ذكروا في كتبهم من أن نصب الإمام واجب على الله تعالى، وأنه لا يجوز على الله أن يخلو (1) الزمان من الإمام، وعندهم الإمامة محصورة في

(1) الظاهر: يخلي.
(١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 ... » »»