الإمام الثاني عشر عليه السلام - السيد محمد سعيد الموسوي - ج ١ - الصفحة ١٧
ويمنعهم عن التغالب والتهاوش، ويبعثهم على التناصف والتعادل، وكل من يصدر منه هذه الأمور فهو لطف، فالإمام لطف، وكل لطف واجب على الله تعالى، فنصب الإمام واجب عليه تقدس، ما دام الناس موجودين، ولو كان زمنهم أبعد الأزمنة عن عصر النبوة.
لا يقال الإمام إنما يكون لطفا، إذا كان متصرفا بالأمر والنهي، وأنا لا نقول به، فما نعتقده لطفا، لا نقول بوجوبه، وما نقول بوجوبه ليس بلطف:
لأنا نقول: إن وجود الإمام نفسه لطف بوجوه:
أحدها: أنه يحفظ الشرائع، ويحرسها عن الزيادة والنقصان وثانيها: أن اعتقاد المكلفين بوجود الإمام، وتجويز نفوذ حكمه عليهم في كل وقت سبب لردعهم عنم الفساد وتقربهم إلى الصلاح. وهذا معلوم بالضرورة، كما عليه فرقتنا الناجية، بعدما عرفت ولي الله في عصرها وإمامها، فإنها تقرب إلى الصلاح وترتدع عن الفساد في الدين وغيره.
وثالثها: إن تصرف الإمام لا شك أنه لطف، وذلك لا يتم إلا بوجوده، فيكون وجود نفسه لطفا، وتصرفه لطفا آخر.
ولأنا نقول (*): الإمامة اللطفية يعتبر فيها ثلاث جهات:
الأولى منها: ما يجب على الله تعالى، وهو خلق الإمام، وتمكينه بالقدرة والعلم والنص عليه باسمه ونسبه، وهذا قد فعله الله تعالى في صاحب الزمان، لأنه قال في كتابه المبين للنبي (ص): [وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى] (1)، فظهر

* أنظر (تلخيص الشافي) و (الغيبة ص ١١) لشيخ الطائفة، و (شرح) التجريد) للعلامة ص 285 - 286.
(1) سورة النجم.
(١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 ... » »»