الإمام الثاني عشر عليه السلام - السيد محمد سعيد الموسوي - ج ١ - الصفحة ٢٨
الصفات فيه كلها التي جزؤها مواطاة اسمي الأبوين في حقه، وهذه لم تجتمع في الحجة الخلف، فلا يثبت تلك الأحكام له. وهذا إشكال قوي.
فالجواب (*): لا بد قبل الشروع في تفصيل الجواب من بيان أمرين يبنى عليهما الغرض:
الأول: أنه شائع في لسان العرب إطلاق لفظة الأب على الجد الأعلى، وقد نطق القرآن الكريم بذلك فقال تعالى: (ملة أبيكم إبراهيم) (1) وقال تعالى حكاية عن يوسف (ع): (واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب) (2) ونطق بذلك النبي (ص) في حديث الإسراء، أنه قال: (قلت: من هذا؟ قال: أبوك إبراهيم). فعلم أن لفظة الأب تطلق على الجد وإن علا. فهذا أحد الأمرين.
الأمر الثاني: أن لفظة الاسم تطلق على الكنية وعلى الصفة، وقد استعملها الفصحاء، ودارت بها ألسنتهم ووردت في الأحاديث، حتى ذكرها الإمامان -

* يدل ما تقدم في أوائل كلامه، وهكذا صريح عبارة الحافظ محمد پارسا الآتية وغيرهما على ورود هذا الحديث في (صحيح أبي داود) بلفظ آخر بدون هذه الجملة، وسيأتي الكلام عليه بالتفضيل، وخلاصته: أن هذه الجملة مزيدة في الحديث من رجل اشتهر بالزيادة في الأحاديث.
وأما ما أجاب به ابن طلحة عن ذلك من التوجيهين الوجيهين، إنما يأتي بعد غض النظر عما ذكر، وبعد التسليم بصحة الروايات الواردة في الصحاح الستة، وإلا فلا داعي للتأويل المذكور حملا له على الأحاديث الكثيرة، وذلك بعد ثبوت وجود أحاديث ضعيفة وموضوعة فيها وفي (الصحيحين) فضلا عن غيرهما.
(1) سورة الحج.
(2) سورة يوسف.
(٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 ... » »»