الإمام الثاني عشر عليه السلام - السيد محمد سعيد الموسوي - ج ١ - الصفحة ٨٧
(عن ابن إسحاق، أن مدة ما أخفى (ص) أمره، أي المدة التي صار يدعو الناس فيها خفية بعد نزول: يا أيها المدثر، ثلاث سنين، أي فكان من أسلم إذا أراد الصلاة يذهب إلى بعض الشعاب يستخفي بصلاته من المشركين، أي كما تقدم فبينما سعد بن أبي وقاص في نفر من أصحاب رسول الله - (ص) ورضي عنهم - في شعب من شعاب مكة، إذ ظهر عليهم نفر من المشركين وهم يصلون، فنكروهم وعابوا عليهم ما يصنعون حتى ضرب سعد بن أبي وقاص رجلا منهم بلحى بعير وقاتلوهم، وهو أول دم أريق في الإسلام، ثم دخل (ص) هو وأصحابه مستخفين في دار الأرقم.
إلى أن قال -: - فكان (ص) وأصحابه يقيمون الصلاة بدار الأرقم، ويعبدون الله تعالى فيها إلى أن أمره الله تعالى بإظهار الدين، أي وهذا السياق يدل على أنه (ص) استمر مستخفيا هو وأصحابه في دار الأرقم إلى أن أظهر الدعوة، وأعلن (ص) في السنة الرابعة، أي وقيل: مدة استخفائه أربع سنين، وأعلن في الخامسة).
فهكذا إمامنا الثاني عشر (ع) إذا يأمره الله تعالى بعد وقوع هذه الآيات يظهر ويخرج، ويملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا. فإن فعل قبل ذلك لعصى الله.
والعاصي ظالم، والظالم لا ينال الإمامة و (لا ينال عهدي الظالمين... الآية)، والوجه ظاهر. والله أعلم بالصواب. وهذا ما أردنا ذكره على العجال والله ولي التوفيق.
(تنبيه) جاء في صفحة (25): وأما الجواب عن أفكارهم بقاؤه في سراب.
والصحيح: وأما الجواب عن إنكارهم بقاءه في سرداب.
كما وقعت أخطاء بسيطة معدودة لا تخفى على القارئ الكريم.
رقم الايداع في المكتبة الوطنية ببغداد (69) 1973 في 6 / 2 / 1973

(1) سورة البقرة.
(٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87