الإمام الثاني عشر عليه السلام - السيد محمد سعيد الموسوي - ج ١ - الصفحة ٨٥
الأحياء ليست سببا بل هي نتيجة ولكن لماذا يموت الإنسان؟ ولماذا نرى سنيه محدودة؟ لا تتجاوز المائة إلا نادرا جدا، وغايتها العادية سبعون أو ثمانون!.
والجواب: أن أعضاء جسم الحيوان كثيرة مختلفة وهي مرتبطة بعضها ببعض ارتباطا محكما حتى أن حياة بعضها تتوقف على حياة البعض الآخر، فإذا ضعف بعضها ومات بسبب من الأسباب مات بموته سائر الأعضاء، ناهيك بفتك الأمراض المكروبية المختلفة، وهذا مما يجعل متوسط العمر أقل جدا من السبعين والثمانين، ولا سيما وأن كثيرين يموتون أطفالا، وغاية ما ثبت الآن من التجارب المذكورة، أن الإنسان لا يموت، لأنه عمر كذا من السنين سبعين أو ثمانين أو مائة أو أكثر، بل لأن العوارض تنتاب بعض أعضائه فتتلفها، ولارتباط أعضائه بعضها ببعض تموت كلها، فإذا استطاع العلم أن يزيل هذه العوارض، أو يمنع فعلها، لم يبق مانع يمنع استمرار الحياة مئات من السنين كما يحيا بعض أنواع الأشجار، وقلما ينتظر أن تبلغ العلوم الطبية، والوسائل الصحية، هذه الغاية القصور، ولكن لا يبعد أن تدانيها فيتضاعف متوسط العمر أو يزيد ضعفين أو ثلاثة).
وهذا البحث اللطيف قاض بأن إمكان أن يعيش الإنسان أزيد من العمر الطبيعي ثابت، وهو مقصودنا، على أن المخاطب أيضا يذكر في كتابه ذلك (السبائك) كثيرا من الذين عاشوا ألوفا من السنين (*).

* لقد بحث موضوع عمر الإمام (ع) جماعة من علماء المسلمين - وخاصة أهل السنة - فأجابوا عن السؤال هذا، بأجوبة ووجوه عديدة. راجع كتاب (إكمال الدين للشيخ الصدوق) (الغيبة للشيخ الطوسي ص ٧٨) و (مطالب السئول) و (تذكرة الخواص) و (البيان الباب الخامس والعشرون) و (كشف الغمة ج ٣ ص ٢٧٨) و (إعلام الورى ص 472) و (المهدي ص 126) و (منتخب الأثر ص 274) و (أصل الشيعة وأصولها) وغيرها من الكتب القديمة والحديثة، وقلما يوجد كتاب تطرق إلى موضوع الإمام (ع) ولم يبحث هذه المسألة.
(٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 » »»