الإمام الثاني عشر عليه السلام - السيد محمد سعيد الموسوي - ج ١ - الصفحة ٨١
وغاب، فلم يعرف أين ذهب).
الثانية: إن قال قائل: إذا فرضتم أن محمدا ابن الحسن قد غاب، وهو باق إلى أن يجتمع بعيسى بن مريم فهذا مما لا يعقل، لأنه يلزم أنه يعيش أزيد من العمر الطبيعي (وأكثره مائة وعشرون سنة).
فنقول في جوابه: أن العقل لا يستطيع أن ينفي عيشة الإنسان أزيد من العمر الطبيعي، كما عاش آدم، وشيث، ونوح، وعيسى، وإلياس، وإدريس، والخضر، وابن عاد، ومهلائيل، وحارث بن مضاض الجرهمي، وعمر الصيفي، وحارثة الكلبي، وطي بن أدد، وعبيد بن الأبرص، وغير ذلك من المعمرين كما يظهر لمن يرى (كتاب المعمرين) (*) لأبي حاتم السجستاني. ولا بأس لو ننقل بحثا طريفا للمقتطف (1) يناسب هذا الموضوع، وهو هذا:
(هل يخلد الإنسان في الدنيا؟
ما هي الحياة؟ وما هو الموت؟ وهل قدر الموت على كل حي؟
كل حبة حنطة جسم حي، وقد كانت في سنبلة، والسنبلة نبتت من حبة أخرى، وهذه من سنبلة وهلم جرا بالتسلسل، ويسهل استقصاء تاريخ القمح إلى ستة آلاف سنة، أو أكثر، فقد وجدت حبوبه بين الآثار المصرية والآشورية القديمة دلالة على أن المصريين والآشوريين والأقدمين كانوا يزرعونه ويستغلونه، ويصنعون خبزهم من دقيقه، والقمح الموجود الآن لم يخلق من لا شئ، بل هو متسلسل من ذلك القمح القديم، فهو جزء حي من جزء حي من جزء حي، وهلم جرا إلى ستة

* كتاب (المعمرون والوصايا) لأبي حاتم مطبوع موجود في المكتبات.
(1) الجزء الثالث من المجلد التاسع والخمسين ص 238 - 240.
(٨١)
مفاتيح البحث: الموت (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 ... » »»