الإمام الثاني عشر عليه السلام - السيد محمد سعيد الموسوي - ج ١ - الصفحة ١٠
قال سيد الأعيان الحجة الأمين:
(كان من أكابر المتكلمين الباحثين عن أسرار الديانة، والذابين عن بيضة الشريعة وحوزة الدين الحنيف، علامة نحريرا، ماهرا بصياغة الكلام والجدل، محيطا بالأخبار والآثار، واسع الاطلاع، كثير التتبع، دائم المطالعة لم ير مثله في صناعة الكلام والإحاطة بالأخبار والآثار في عصره، بل وقبل عصره بزمان طويل، وبعد عصره حتى اليوم.
ولو قلنا: أنه لم ينبغ مثله في ذلك بين الإمامية بعد عصر (المفيد) و (المرتضى) لم نكن مبالغين. يعلم ذلك من مطالعة كتابه (العبقات)، وساعده على ذلك ما في بلاده من حرية الفكر والقول والتأليف والنشر، وقد طار صيته في الشرق والغرب وأذعن لفضله عظماء العلماء.
وكان جامعا لكثير من فنون العلم، متكلما. محدثا، رجاليا، أديبا، قضى عمره في الدرس والتصنيف والتأليف والمطالعة، (1) وقال شيخنا الحجة الطهراني:
(... من أكابر متكلمي الإمامية، وأعاظم علماء الشيعة المتبحرين في أوليات هذا القرن.
.. كان كثير التتبع، واسع الاطلاع والإحاطة بالآثار والأخبار والتراث الإسلامي، بلغ في ذلك مبلغا لم يبلغه أحد من معاصريه ولا المتأخرين عنه، بل ولا كثير من أعلام القرون السابقة...
وقال سيدنا الحسن الصدر في (التكملة): كان من أكابر المتكلمين، وأعلام

(1) أعيان الشيعة ج 18 ص 371.
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»