النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادى عشر - العلامة الحلي - الصفحة ٦٦
لامتنع تكليفنا بشئ فلا عصيان، ولقبح أن يخلق الفعل فينا ثم يعذبنا عليه وللسمع (1).

(١) وما أحسن ما حكاه [المصنف] في بعض كتبه عن أبي الهذيل العلاف قال [حمار] بشر أعقل من بشر لأن حمار بشر إذا أتيت به إلى جدول صغير وضربته للعبور فإنه [يطفره] ولو أتيت به إلى جدول كبير لم يطفره لأنه يفرق بين ما يقدر على [طفره] وبين ما لا يقدر وبشر لا يفرق بين المقدور له وغيره.
أقول في مجمع البحرين الطفرة الوثوب في ارتفاع.
والسمع الوارد هنا في الكتاب والسنة:
فمن الأول قوله تعالى كل أمر بما كسب رهين وقوله لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ويقولون هو من عند الله إلى غير ذلك مما هو صريح في إضافة الفعل إلى العبد.
ومن الثاني ما رواه الشيخ الصدوق محمد بن بابويه في كتاب التوحيد (باب رقم ٥ ح ٢ ص ٩٦ باختلاف كبير في الألفاظ) ورواه الكراجكي في كنز الفوائد غلاف في الألفاظ (١ / ٣٦٦) بسنده المتصل إلى الإمام علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) قال خرج أبو حنيفة ذات يوم من عند الصادق (عليه السلام) فاستقبل موسى بن جعفر (عليهما السلام) فقال له يا غلام ممن المعصية، قال يا شيخ لا تخلو من ثلاث أما أن تكون من الله تعالى [وليست منه] وليس من العبد شئ فليس للحكيم أن يأخذ عبده بما لم يفعله وأما أن يكون من العبد ومن الله والله أقوى الشريكين وليس للشريك الأكبر أن يأخذ الأصغر بذنبه، وأما أن يكون من العبد وليس من الله شئ فإن شاء عفا وإن شاء عاقب [ما في التوحيد فيه اختلاف كبير في الألفاظ] وما رواه الشيخ أبو علي في كتابه الاحتجاج (٢٠٩ ط. أعلمي) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد سئل عن القضاء والقدر فقال لا تقولوا وكلهم الله تعالى إلى أنفسهم فتوهنوه ولا تقولوا جبرهم فتظلموه ولكن قولوا الخير بتوفيق والشر بخلان الله وكل سابق في علم الله.
وما روي أن الحجاج بن يوسف كتب إلى الحسن البصري وإلى واصل بن عطا وإلى عامر بن القبي وإلى عمرو بن عبيد يسألهم عن القضاء والقدر فأجاب أحدهم لا أعرف إلا ما قاله أمير المؤمنين (عليه السلام).
أتظن أن الذي نهاك دهاك وإنما دهاك أسفلك وأعلاك وربك بري من ذلك [ذاك].
وأجاب الآخر أنا لا أعرف إلا ما قاله أمير المؤمنين (عليه السلام) إن كانت المعصية حتما كانت ظلما [إن كان الرزق في الأصل محتوما فالوزار في القصاص مظلوم] وأجاب الآخر ما قاله أمير المؤمنين (عليه السلام) ما حمدت الله عليه فهو منه وما استغفرت الله منه [عنه] فهو منك. وأجاب الآخر أنا لا أعرف إلا ما قاله أمير المؤمنين (عليه السلام) انظر أن الذي فتح عليك الطريق لزم عليك المضيق [هذا] في العقل لا يليق من وسع عليك الطريق لم يأخذ عليك المضيق فلما وصلت إليه الأجوبة قال قتلهم الله أخذوه من عين صافية ليس فيها كدر ولا وعر (شرح طريحي) [رواه في كنز الفوائد باختلاف في الألفاظ كبير (1 / 365)].
(٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 60 61 63 64 65 66 67 68 69 70 71 ... » »»
الفهرست