النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادى عشر - العلامة الحلي - الصفحة ١١٤
وآله بالخروج مع أسامة بن زيد لأنه (صلى الله عليه وآله) كان عليلا وقد نعيت إليه نفسه، حتى قال نعيت إلي نفسي ويوشك أن أقبض لأنه كان جبرئيل يعارضني بالقرآن كل سنة مرة وأنه عارضني به السنة مرتين، فلو كان والحال هذه والإمام هو أبا بكر لما أمره بالتخلف (1) عنه، لكنه (صلى الله عليه وآله) حث على خروج الكل، ولعن المتخلف وأنكر عليه لما تخلف عنهم.
السادس: أنه لا واحد من غير علي (عليه السلام) من الجماعة الذين أدعيت لهم الإمامة يصلح لها فتعين هو (عليه السلام).
أما الأول: فلأنهم كانوا ظلمة لتقدم كفرهم، فلا ينالهم عهد الإمامة لقوله تعالى: (لا ينال عهدي الظالمين).
قال: (ثم من بعده ولده الحسن (عليه السلام) ثم الحسين (عليه السلام) ثم علي بن الحسين (عليه السلام) ثم محمد بن علي الباقر (عليه السلام) ثم جعفر بن محمد صادق (عليه السلام) ثم موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) ثم علي بن موسى الرضا (عليه السلام) ثم محمد بن علي الجواد (عليه السلام) ثم علي بن محمد الهادي (عليه السلام) ثم الحسن بن علي العسكري (عليه السلام) ثم محمد بن الحسن صاحب الزمان صلوات الله عليهم، بنص كل سابق منهم على لاحقه (2) والأدلة السابقة.
أقول: لما فرغ من إثبات إمامة علي (عليه السلام) شرع في إثبات إمامة

(١) أي اللحاق بجيش أسامة، ومن طرائف ما روي أن أبا الحسن علي بن ميثم قال لأبي الهذيل العلاف قد ثبت أن إبليس يعلم الشر كله والخير كله، قال أبو الهذيل أجل، قال فأخبرني عن إمامك الذي تأتم به بعد الرسول (صلى الله عليه وآله) هل يعلم الخير كله والشر كله، قال لا، فقال له فإبليس أعلم من إمامك إذن، فانقطع أبو الهذيل (العيون والمحاسن ص ٦).
(٢) أصول الكافي وإكمال الدين وكفاية الأثر وأمالي المفيد والطوسي والارشاد الخ... تواترت الأحاديث في هذه الكتب وغيرها.
(١١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 ... » »»
الفهرست