تقريرات آية الله المجدد الشيرازي - المولى علي الروزدري - ج ٣ - الصفحة ١٣٩
«إذا بلغ الماء قدر كر لم ينجسه شيء» (1)، فإن مراده إنما هو الإجماع على ثبوته في الحديث المذكور للقرينة، وإليه ينظر استثناء الشهيد (2) - قدس سره - الوصايا والأوقاف ونحوهما عن محل النزاع في باب المفاهيم (3).
ومن هنا يظهر دفع ما أورده البهائي (4) - قدس سره - على القوم من المنافاة بين اتفاقهم على حمل المطلق على المقيد وبين اختلافهم في حجية مفهوم الوصف، بل ذهب الأكثر إلى منعها.
وتوضيح الدفع: أن استظهار انتفاء الحكم هناك عن غير مورد القيد إنما هو لمكان القرينة اللاحقة لخصوص المقام، وهي فهم اتحاد الحكمين، لا من نفس [القيد] (5) حتى يلزم التنافي المذكور.
والذي يقتضيه النظر في دفعه: أن حمل المطلق على المقيد خارج عن دلالة القيد على انتفاء الحكم عند انتفائه التي هي المتنازع فيها في باب المفاهيم، إذ غايته أن استظهار حكم المطلق متحد مع حكم المقيد، وليس حكما آخر وراءه.
وأما استظهار انتفاء سنخ ذلك الحكم ولو بخطاب آخر خاص بغير مورد

(١) الكافي ٣: ٢ / كتاب الطهارة / باب الماء الذي لا ينجسه شيء / ح: ١ و ٢، وفيه اختلاف يسير.
(٢) وهو الشهيد الثاني في تمهيد القواعد، القاعدة الخامسة والعشرون، حيث قال: (ولا إشكال في دلالتهما - أي الشرط والصفة على نفي الحكم عند انتفائهما) في مثل الوقف والوصايا والنذور.. إلخ).
(٣) قال المحقق التقي - قدس سره - في هدايته: (من التأمل فيما قررنا يظهر أن ما ذكره الشهيد الثاني في التمهيد حاكيا له عن البعض من تخصيص محل النزاع بما عدا مثل الأوقاف والوصايا والنذور والأيمان.. غير متجه، إذ ليس ذلك من حجية المفهوم في شيء.. إلخ). الهداية: ٢٨١.
(٤) زبدة الأصول: ١٠٤.
(5) إضافة يقتضيها السياق.
(١٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اجتماع الأمر والنهي 5
2 مسألة دلالة النهي على الفساد 69
3 في المفاهيم 135
4 في تداخل الأسباب 197
5 [في القطع] 221
6 في المراد من المكلف في عبارة الشيخ (ره) 221
7 في وجه حصر مجرى الأصول 227
8 في بيان المراد من الحجة في باب الأدلة الشرعية 235
9 في القطع الموضوعي والطريقي 247
10 في تصوير وجوه مخالفة القطع 271
11 في حكم التجري 273
12 في وجه قبح التجري 281
13 محاكمة الأخباري في عدم اعتماده على بعض أقسام القطع 301
14 في قطع القطاع 307
15 في أن المعلوم إجمالا كالمعلوم تفصيلا 312
16 في كفاية الموافقة الإجمالية وعدمها 313
17 في كفاية الموافقة الإجمالية في العبادات وعدمها 322
18 في لزوم مراعاة مراتب الامتثال 346
19 في إمكان التعبد بالظن وعدمه 351
20 في وجوه استحالة التعبد بالظن وأجوبتها 353
21 في تصوير مصلحة السلوك وغيره في حل الإشكال 359
22 في تصوير الإشكال من ناحية المكلف والمكلف والجواب عنه 363
23 في تصوير الانحلال في التعبد بالظن على مسلك السلوك 366
24 في أن الأمر بالسلوك مولوي أو إرشادي 367
25 في آثار الالتزام بمسلك السلوك 369
26 في وقوع التعبد بالظن 377