فضل آل البيت - المقريزي - الصفحة ٧٢
أرسل خلف علي، وفاطمة، وولديهما رضي الله عنهم، فجاؤوا فأدخلهم تحت الكساء، ثم جعل يقول: (اللهم إليك لا إلى النار أنا وأهل بيتي، اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي - وفي رواية حامتي (1) اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا).
قالت أم سلمة: فقلت يا رسول الله، ألست من أهل بيتك؟
قال: (أنت إلى خير). رواه أحمد (2).
وهو نص في أهل البيت، وظاهر في أن نساءه لسن منهم، لقوله لأم سلمة:
(أنت إلى خير)، ولم يقل: بلى أنت منهم (3).

(١) - حامة الإنسان: خاصته.
(٢) - تاريخ دمشق ترجمة الحسين عليه السلام: ٨٩ - ٩١، ح: ٨٥ - ٨٧، ومعجم الطبراني: ٣ / ٥٢ ترجمة الحسن عليه السلام، ح ٢٦٦٢، ومسند أحمد: ٦ / ٢٩٨ - ٣٠٤ ط، م، مع تفاوت.
(٣) - أقول: في الروايات ما هو أصرح من ذلك بل نص في خروج نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الآية وعن عنوان أهل البيت:
* بعض روايات منع النساء من دخول الكساء ما روي عن بنت أفعى عن أم سلمة: (فقلت: يا رسول الله ألست من أهل البيت؟ قال: (إنك على خير، إنك من أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم)، وما قال: إنك من أهل البيت). تاريخ دمشق تر جمة الحسين عليه السلام: ١٠٠، ح ١٠٢، وشواهد التنزيل ٢ / ١٢٤، ح ٧٥٧.
وفي بعض الروايات قالت: (فلو كان قال: نعم، كان أحب إلي مما تطلع عليه الشمس وتغرب) وشواهد التنزيل ٢ / ١٣٢ - ١٣٣، ح ٧٦٣ - ٧٦٤.
ومنها بلسان الجذب والمنع عن الدخول، نحو ما روي عنها أيضا: (فرفعت الكساء لأدخل معهم فجذبه من يدي) - ولا يوجد أصرح من هذا المنع - راجع تاريخ دمشق ترجمة الإمام الحسين عليه السلام: ٩٤، ح ٩٣، وشواهد التنزيل ٢ / ٦٢ - ٩٤ - ٥٢ - ١١٧، والمعجم الكبير ٣ ٢ / ٣٣٦ ترجمة شهر بن حوشب ما روى علي بن زيد عنه - ٣٩٣ ترجمة أم سلمة، ما روى أبو عطية عنها، ومسند أحمد ٦ / ٣٢٣ ط. م.، و ٧ / ٤٥٥ ط. ب.، والدر المنثور ٥ / ١٩٨، وكفاية الطالب:
٣٧٢، باب ١٠٠، وذخائر العقبى: ٢٢.
ومنها بلسان التنحي نحو: فقال ٩: (قومي فتنحي لي عن أهل بيتي)، فقالت: فقمت فتنحيت.
وقال لعائشة: (تنحي وإنك إلى خير)، راجع المسند ٦ / ٣٠٤ ط. م و ٧ / ٤٣١ ط. ب، ومقتل الحسين عليه السلام ١ / ٥٣ الفصل الخامس فضائل فاطمة عليها السلام، وذخائر العقبى: ٢٢ باب آية التطهير.
نعم تدخل النساء بنحو المجاز في الآية، كما دخل واثلة وسلمان وابنة أم سلمة وأسامة، راجع طبقات ابن سعد ٤ / ٦٢ ترجمة سلمان، ومنتخب كنز العمال ٥ / ٤٩، وفتح القدير ٤ / ٢٧٩، وذخائر العقبى: ٢٢ والصواعق: ١٥٩ ط. مصر و ٢٤٣ ط. بيروت.
* قال النووي: وأما قوله في الرواية الأخرى: (نساؤه من أهل البيت ولكن أهل بيته من حرم الصدقة).
قال: وفي الرواية الأخرى: (فقلنا: من أهل بيته نساؤه؟ قال: لا).
فهاتان الروايتان ظاهرهما التناقض، والمعروف في معظم الروايات في غير مسلم أنه قال: نساؤه لسن من أهل بيته، فتتأول الرواية الأولى على أن المراد أنهن من أهل بيته الذين يسكنونه ويعولهم...
ولا يدخلن فيمن حرم الصدقة) صحيح مسلم بشرح النووي: ١٥ / ١٧٥ ح ٦١٧٥ كتاب الفضائل - فضائل علي عليه السلام.
* وقال البيهقي بعد أن صحح حديث واثلة: وكأنه جعل واثلة في حكم الأهل تشبيها بمن يستحق هذا الاسم لا تحقيقا. السنن الكبرى ٢ / ١٥٢ كتاب الصلاة باب الدليل أن أزواجه من أهل بيته، وجلاء الأفهام: ١٢٦ الباب الثالث - الفصل الرابع، والصواعق المحرقة: ١٤٤ ط. مصر و ٢٢١ - ٢٢٢ ط. بيروت، وينابيع المودة: ١ / ٢٩٤ ط. اسلامبول و ط. النجف: ٣٥٣ باب ٥٩.
وقال: وقد تسمى أزواجه آلا بمعنى التشبيه [بالنسب] فأراد [زيد] تخصيص الآل من أهل البيت بالذكر. فرائد السمطين ٢ / ٢٣٧ الباب السادس والأربعون ح ٥١٣ ونقل البيهقي عن الحليمي قوله: إن اسم أهل البيت للأزواج تحقيق، واسم الآل لهن تشبيه بالنسب وخصوصا أزواج النبي لأن اتصالهن به غير مرتفع وهن محرمات على غيره في حياته وبعد وفاته.
السنن الكبرى ٢ / 150، وذكره في شعب الإيمان بتصرف: 2 / 225 باب 15 في تعظيم النبي - الصلاة عليه - ح 1592، وقريب منه في جلاء الأفهام عن بعضهم: 123.
* وقال ابن حجر الهيثمي بعد ذكر الروايات في ذلك: أن له إطلاقين: إطلاقا بالمعنى الأعم، وهو ما يشتمل جميع الآل تارة والزوجات أخرى، ومن صدق في ولائه ومحبته أخرى.
وإطلاقا بالمعنى الأخص وهم من ذكروا في خبر مسلم - رسول الله وعلي وفاطمة والحسنين: - الصواعق المحرقة: 229 ط. مصر و 343 ط. بيروت باب وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم بهم من الخاتمة.
وقال الآلوسي: فلأهل البيت إطلاقان يدخل في أحدهما (بالمعنى العام) النساء ولا يدخل في الآخر - تفسير روح المعاني: 12 / 23 مورد آية التطهير.
أقول: إنهم جميعا في حكم أهل البيت تشبيها لا حقيقة، بمعنى أنه يقال هم من الساكنين في بيت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، فشبهوا بأهل البيت أما لكونه صلى الله عليه وآله وسلم يعولهم، وأما لسكنهم في بيته، وأما لصدق ولائهم وأخلاقهم وطهارتهم وسيرتهم القريبة من أهل البيت:.
(٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 69 70 71 72 74 74 82 83 84 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقريزي في سطور 7
2 تقديم 9
3 مقدمة المؤلف 13
4 الآية الأولى: آية التطهير وسبب النزول والأقوال في ذلك 15
5 مصادر نزول آية التطهير في أهل البيت عليهم السلام 15
6 معاني الرجس 19
7 تلاوة الرسول صلى الله عليه وآله الآية على باب فاطمة عليها السلام 23
8 ذكر من قال بتصحيح حديث الكساء 35
9 ذكر جميع الأقوال في آية التطهير 39
10 اختصاص آية التطهير بأصحاب الكساء عليهم السلام وأدلته 45
11 وجود الجمل الاعتراضية في القرآن 56
12 كلام العلامة الطوفي في الآية 59
13 مصادر وألفاظ حديث: " فاطمة بضعة " 64
14 مصادر حديث الثقلين ودلالته 67
15 بعض روايات منع النساء من الدخول 72
16 اتفاق الأمة على اختصاص أهل البيت بأصحاب الكساء عليهم السلام 75
17 كلام ابن عربي في حقيقة أهل البيت عليهم السلام 85
18 في أن الإرادة تكوينية في الآية وأقوال العلماء 88
19 ما جاء في فضل فاطمة عليها السلام وذريتها 96
20 الآية الثانية: إلحاق الذرية بإيمان الآباء 101
21 الآية الثالثة: حفظ الذرية لصلاح الآباء 109
22 الآية الرابعة: إدخال الذرية الجنة لصلاح الآباء 113
23 الآية الخامسة: آية المودة ونزولها في أهل البيت عليهم السلام 117
24 مصادر نزول آية المودة في أهل البيت عليهم السلام 117
25 في انحصار قطب الأقطاب بأهل البيت عليهم السلام 132
26 قصص وكرامات في اكرام بني فاطمة عليها السلام وأثره 135