فضل آل البيت - المقريزي - الصفحة ٤٥
هذا أحاديث [كثيرة] عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، واحتجوا بقوله تعالى (ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) بالميم، ولو كان للنساء خاصة لكان: (عنكن) و (يطهركن)، إلا أنه يحتمل أن يكون خرج على لفظ الأهل، ويقول الرجل لصاحبه: كيف أهلك؟ أي امرأتك، ونساؤك فيقول: هم بخير. قال تعالى:
(أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته [131 / ب] عليكم أهل البيت) (1).
[والذي يظهر من الآية أنها عامة في جميع أهل البيت] (2) من الأزواج وغيرهم (3)، وإنما قال: (ويطهركم تطهيرا) لأن رسول الله صلى الله عليه وآله

١ - سورة هود آية: ٧٣.
٢ - هذه الفقرة سقطت من (س).
اختصاص آية التطهير بأصحاب الكساء عليهم السلام (٤) - المحقق والصحيح اختصاص آية التطهير بأصحاب الكساء:، وذلك بملاحظة ما يلي:
* أولا: تواتر الروايات على نزولها في أصحاب الكساء خاصة، فأما العامة فرووا عن أم سلمة، وعائشة، وأبي سعيد، وابن وبنت أم سلمة، وسعد، وواثلة، وأبي الحمراء، وابن عباس، وثوبان، وعبد الله بن جعفر، وعلي عليه السلام، والحسن عليه السلام، وعلي بن الحسين عليه السلام في قريب من أربعين طريقا، وتقدمت جل مصادرها في مطلع البحث.
وأما الخاصة فرووا عن علي والسجاد والباقر والصادق والرضا: وغيرهم في بضع وثلاثين طريقا.
* ثانيا: تصريح القرآن الكريم والروايات الشريفة بعدم عصمة زوجات النبي، ووقوع الخطأ الظاهر من بعضهن، وهو لا يتناسب مع إذهاب الرجس والتطهير.
- فمن القرآن قوله تعالى إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تضاهرا عليه فإن الله مولاه وجبريل وصالح المؤمنين التحريم: ٣ - ٤.
والمفسرون على نزولها في حفصة وعائشة:
قال البيضاوي إن تتوبا إلى الله خطاب لحفصة وعائشة على الالتفات للمبالغة في المعاقبة (تفسير البيضاوي ٤ / ٢٩٣).
وذكر الطبري وابن كثير والرازي نحو ذلك (تفسير الطبري: ٢٨ / ١٠٤، وتفسير ابن كثير: ٤ / ٤٠٩، وتفسير الرازي: ٣٠ / ٤٤ مورد الآية في الجميع، والطبقات الكبرى: ٨ / ١٥١ ذكر ما هجر رسول الله نساءه).
وقال الزمخشري: خطاب لحفصة وعائشة على طريقة الالتفات ليكون أبلغ في معاتبتهما (تفسير الزمخشري: ٤ / ١٢٧ مورد آية التحريم).
وقال في معرض تفسير قوله تعالى: ضرب الله للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط: وفي طي هذين التمثيلين تعريض بأمي المؤمنين المذكورتين في أول السورة، وما فرط منهما من التظاهر على رسول الله (بما كرهه، وتحذير لهما على أغلظ وجه وأشده، لما في التمثيل من ذكر الكفر...
والتعريض بحفصة أرجح لأن امرأة لوط أفشت عليه كما أفشت حفصة على رسول الله (تفسير الزمخشري: ٤ / ١٣١ مورد الآية ١٠ من التحريم).
وقال يحيى بن سلام في الآية: (يحذر به عائشة وحفصة من المخالفة لرسول الله (حين تظاهرتا عليه) (فتح القدير: ٥ / ٢٥٥ مورد الآية ١٠ من التحريم).
* والروايات متواترة في نزولها في عائشة وحفصة (صحيح البخاري: ٧ / ٢٨١ ح ٧٣٥ كتاب اللباس باب ما كان النبي يتجوز من اللباس والبسط و ٧ / ٨٩ كتاب الطلاق باب ١٣٣ ح ١٩٣، وصحيح مسلم: ١٠ / ٣٢٣ - ٣٣٠ كتاب الطلاق باب في إيلاء واعتزال النساء ح ٣٦٧٥ - ٣٦٧٩، المعجم الأوسط: ٩ / ٣٤٩ ح ٨٧٥٩، ومسند أبي يعلى: ١ / ١٦٢ ح ١٧٨ وبالهامش: إسناده صحيح، وأحكام القرآن لابن العربي: ٣ / ١٥١٩، وصحيح الترمذي: ٥ / ٤٢٠ ح ٣٣١٨ كتاب التفسير عن ابن أبي ثور وابن عباس، وتفسير الطبري: ٢٨ / ١٠٤ مورد الآية. وتفسير ابن كثير: ٤ / ٤١١، والطبقات الكبرى: ٨ / ٨٥ ترجمة زينب بنت جحش - ٤١٣٢ -، و ١٥١ و ١٤٧، وتفسير ابن كثير: ٤ / ٤١٠، ومسند أحمد: ١ / ٣٣ و ٤٨ ط. الميمنة و ١ / ٧٨ - ٥٥ ط. ب ح ٢ ٢٢، وأنساب الأشراف: ١ / ٤٢٤ ح ٨٨٧ أزواج الرسول وولده، وتفسير الزمخشري: ٤ / ١٢٧ مورد آية التحريم، وتفسير الدر المنثور: ٦ / ٢٣٩ مورد الآية) * ومن السنة:
أخرج أبو يعلى عنها أنها قالت للنبي: ألست تزعم أنك رسول الله.
قالت: فتبسم، قال: (أوفي شك أنت يا أم عبد الله؟).
قالت: قلت: ألست تزعم أنك رسول الله! أفهلا عدلت؟؟
وسمعني أبو بكر وكان فيه غرب - أي حدة - فأقبل علي فلطم وجهي.
فقال رسول الله: (مهلا يا أبا بكر).
فقال: يا رسول الله أما سمعت ما قالت؟ (مسند أبي يعلى: ٨ / ١٣٠ ح ٤٨٧٠ مسند عائشة، ومجمع الزوائد: ٤ / ٣٢٢ ط. مصر ١٣٥٢ وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد: ٤ / ٥٩٠ - ١ ٥٩ ح ٧٦٩٤ كتاب النكاح - باب غيرة النساء وقال الهيثمي بعد الحديث: رواه أبو يعلى وفيه محمد ابن إسحاق وهو مدلس وسلمة بن الفضل: وقد وثقه جماعة ابن معين وابن حبان وأبو حاتم وضعفه جماعة وبقية رجاله رجال الصحيح - وقد رواه أبو الشيخ بن حبان في كتاب (الأمثال) وليس فيه غير أسامة بن زيد الليثي وهو من رجال الصحيح وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات، والمطالب العالية: ٢ / ١٩ ح ١٥٤٠ باب كيد النساء و ١٥٧ - ١٥٨ باب الرفق بالدواب، ورسائل الجاحظ:
٢ / ٣٥٥ ح ٨٠٠ كتاب النكاح)..
- وهي التي أغضبت النبي صلى الله عليه وآله وإهانة خديجة عليها السلام إهانات صريحة (أنساب الأشراف: ١ / ٤٦١ ح ٩٣٣ أزواج الرسول - متفرقات، ومقتل الحسين للخوارزمي: ١ / ٢٦ - ٢٨ الفصل الثاني، وكفاية الطالب: ٣٥٩ باب ٩٩، وصفة الصفوة: ٢ / ٣، وتاريخ الإسلام: ١ / ٢٣٨ وفاة أبو طالب وخديجة، والمعجم الكبير: ٢٣ / ١١ - ١٣ مناقب خديجة، وكنز العمال: ٢ / ٥٢٨ ح ٤٦٦٤ كتاب التفسير، وتذكرة الخواص: ٢٧٣ الباب ١١ - ذكر فضائل خديجة، وكتاب الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين: ٥٧ ح ٧ مناقب خديجة).
حتى قالت للنبي يوما: هل كانت إلا عجوزا حمراء الشدقين؟ فقد أبدلك الله خيرا منها.
فغضب حتى اهتز مقدم شعره من الغضب [وفي رواية عنها: غضب غضبا أسقطت في جلدي].
ثم قال: (ما أبدلني الله خيرا منها) (التبيين في أنساب القرشيين: ٥٢ - أزواج النبي - خديجة، وكتاب الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين: ٥٦ ح ٦ مناقب خديجة، والإحسان بترتيب صحيح ابن حبان: ٩ / ٧٣ ح ٦٩٦٩ كتاب المناقب - ذكر إكثاره ذكر خديجة بتفاوت، ومشارق الأنوار للحمزاوي: ٩٨ الفصل الخامس من الباب الثالث - أزواجه).
وقال عثمان - عندما تشاجر مع حفصة وعائشة: (إن هاتان الفتانتان، إلا تنتهيان أو لأسبنكما ما حل لي السباب، وإني لأصلكما لعالم) (المصنف لعبد الرزاق: ١١ / ٣٥٦ ح ٢٠٧٣٢ باب الفتن).
وقالت لأبي هريرة يوما: إنك تحدث عن رسول الله بأشياء ما سمعتها منه.
فقال لها: (إنه كان يشغلك عن تلك الأحاديث المرآة والمكحلة!!) (المعرفة وا لتاريخ للفسوي: ١ / ٤٨٦ ذكر أبو هريرة).
وقالت: (إني قد أحدثت بعد رسول الله (، فادفنوني مع أزواج النبي) (الطبقات الكبري: ٨ / ٥٩ ترجمة عائشة، والمصنف لابن أبي شيبة: ٧ / ٥٣٦ ح ٣٧٧٦١ كتاب الجمل، والعقد الفريد: ٤ / ٣٠٨ كتاب الخلفاء - خلافة علي - قولهم في أصحاب الجمل، ومستدرك الصحيحين: ٤ / ٦ ذكر أزواج النبي، والمعارف لابن قتيبة: ٨٠ بلفظ: مع أخواتي، ومناقب الكوفي: ٢ / ٣٤٨ ح ٨٣٥).
وقالت: لأن أكون قررت كما قررن صواحباتي أحب إلي من أن يكون لي من رسول الله مثل عبد الله بن الزبير) (تلخيص المتشابه في الرسم للخطيب: ١ / ٥٦٢ رقم ٩٤٤ الفصل الثاني، والمعارف لابن قتيبة: ١٦٠ ذكر الحرث بن هشام - بتفاوت كبير: لأن أكون قعدت في منزلي عن مسير ي إلى البصرة أحب... عشرة أولاد مثل عبد الرحمن)).
- وأخرج أبو يعلى وابن طيفور وغيرهما قولها: (إن يوم الجمل معترض في حلقي، ليتني مت قبله، أو كنت نسيا منسيا) (بلاغات النساء: ٢٠ كلام عائشة، ومسند أبي يعلى: ٥ / ٥٧ ح ٦٤٨ ٢ مسند ابن عباس وبالهامش: إسناده صحيح - مع تفاوت، والطبقات الكبري من عدة طرق: ٨ / ٥٨ - ٥٩ - ٦٠ ترجمة عائشة، ومناقب الخوارزمي: ١٨٢ ح ٢٢٠ فصل ١٦ حرب الجمل، وتاريخ بغداد: ٩ / ١٨٥ ط. مصر ١٣٦٠، والمسند: ١ / ٤٥٥ ط. ب و ١ / ٢٧٦ ط. م، وصفة الصفوة:
٢ / ١٩، والمعجم الكبير: ١٠ / ٣٢١ ترجمة ابن عباس ما روى عنه ذكوان ح ١٠٧٨٣، وتذكرة الخواص: ٨٠ الباب الرابع، وأنساب الأشراف: ٢ / ٢٦٥ مقتل الزبير، وربيع الأبرار: ٣ / ٣٤٥ باب الغزو والقتل والشهادة، ومستدرك الصحيحين: ٤ / ٩ ذكر أزواج النبي، والإحسان بترتيب صحيح ابن حبان: ٩ / ١٢٠ ح ٧٠٦٤ كتاب المناقب).
(٤٥)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله (3)، أمهات المؤمنين، ازواج النبي (ص) (7)، الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبى عليهما السلام (1)، كتاب مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي (1)، أم المؤمنين خديجة بنت خويلد عليها السلام (1)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، عبد الله بن عباس (4)، عبد الله بن جعفر الطيار بن أبي طالب عليه السلام (1)، كتاب تفسير ابن كثير (2)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (1)، أهل الكساء (3)، آية التطهير (2)، السيدة أم سلمة بن الحارث زوجة الرسول صلى الله عليه وآله (2)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، كتاب صحيح الترمذي (1)، كتاب انساب الأشراف للبلاذري (1)، أبو هريرة العجلي (2)، كتاب تفسير الطبري (2)، كتاب الأشراف للشيخ المفيد (2)، كتاب صحيح البخاري (1)، كتاب الطبقات الكبرى لإبن سعد (4)، القرآن الكريم (3)، الزمخشري (4)، التاريخ الإسلامي (1)، أسامة بن زيد (1)، يحيى بن سلام (1)، مدينة البصرة (1)، مدينة بغداد (1)، زينب بنت جحش (1)، سورة هود (1)، الخوارزمي (1)، الشهادة (1)، الضرب (1)، الحرب (1)، اللبس (1)، الغضب (1)، القتل (1)، الطهارة (1)، الوفاة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 37 38 39 45 45 54 55 56 57 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقريزي في سطور 7
2 تقديم 9
3 مقدمة المؤلف 13
4 الآية الأولى: آية التطهير وسبب النزول والأقوال في ذلك 15
5 مصادر نزول آية التطهير في أهل البيت عليهم السلام 15
6 معاني الرجس 19
7 تلاوة الرسول صلى الله عليه وآله الآية على باب فاطمة عليها السلام 23
8 ذكر من قال بتصحيح حديث الكساء 35
9 ذكر جميع الأقوال في آية التطهير 39
10 اختصاص آية التطهير بأصحاب الكساء عليهم السلام وأدلته 45
11 وجود الجمل الاعتراضية في القرآن 56
12 كلام العلامة الطوفي في الآية 59
13 مصادر وألفاظ حديث: " فاطمة بضعة " 64
14 مصادر حديث الثقلين ودلالته 67
15 بعض روايات منع النساء من الدخول 72
16 اتفاق الأمة على اختصاص أهل البيت بأصحاب الكساء عليهم السلام 75
17 كلام ابن عربي في حقيقة أهل البيت عليهم السلام 85
18 في أن الإرادة تكوينية في الآية وأقوال العلماء 88
19 ما جاء في فضل فاطمة عليها السلام وذريتها 96
20 الآية الثانية: إلحاق الذرية بإيمان الآباء 101
21 الآية الثالثة: حفظ الذرية لصلاح الآباء 109
22 الآية الرابعة: إدخال الذرية الجنة لصلاح الآباء 113
23 الآية الخامسة: آية المودة ونزولها في أهل البيت عليهم السلام 117
24 مصادر نزول آية المودة في أهل البيت عليهم السلام 117
25 في انحصار قطب الأقطاب بأهل البيت عليهم السلام 132
26 قصص وكرامات في اكرام بني فاطمة عليها السلام وأثره 135