فضل آل البيت - المقريزي - الصفحة ٥٦
ولا اعتبار بقول الكلبي وأشباهه فإنه توجد له أشياء من هذا التفسير ما [لو] كان في زمن السلف الصالح لمنعوه من ذلك وحجروا عليه.
فالآيات كلها من قوله: (يا أيها النبي قل لأزواجك) إلى قوله: ﴿إن الله كان لطيفا خبيرا﴾ (1)، منسوق بعضها على بعض، فكيف صار في الوسط كلام منفصل لغيرهن؟ (2).

(١) - الأحزاب: ٢٨ إلى ٣٤.
(٢) - المفسرون على وجود الجمل الاعتراضية في القرآن كما سوف يأتي في الآية هنا.
على أن المنصف يدرك أن خطاب النساء انتهى قبل آية التطهير وذلك:
أن الكلام كان عن كل من يسكن بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فأراد الله أن يصف بقية الأشخاص ويحدد المعصومين منهم في هذا البيت، وأمر نبيه أن يجللهم بكساء ودعا لهم بالتطهير، فأنزل جبرائيل آية التطهير، فدخل رسول الله وعلي والحسن والحسين، وكانوا هم فقط المطهرون المعصومون كما دلت الروايات.
وأمره أن يكرر هذا العمل في أكثر بيوت نساءه ٩ (في بيت أم سلمة كما هو المشهور - في بيت عائشة، كما رواه الحسكاني وابن البطريق - شواهد التنزيل: ٢ / ٣٨، والعمدة: ٤٠ - ٤٤ - ٤٥، وبحار الأنوار: ٣٥ / ٢٢٣ - في بيت زينب، كما رواه الحسكاني وغيره عن جعفر الطيار - شواهد التنزيل: ٢ / 53 ح 673، ومناقب الكوفي: 2 / 138 ح 621، وينابيع المودة: 1 / 108 ط.
اسلامبول و ط. النجف: 126 باب 33 - وفي بيت صفية، كما رواه الحاكم - مستدرك الصحيحين:
3 / 147 كتاب المعرفة.
هذا إضافة إلى نزولها في بيت فاطمة عليها السلام، كما رواه الطبراني وأحمد وابن حجر - ينابيع المودة: 1 / 108 - 109 ط. اسلامبول و 127 - 125 ط. النجف، والصواعق المحرقة: 144 ط. مصر و 222 ط. بيروت، مسند أحمد: 4 / 107 ط. م و 5 / 79 ح 16540 ط. ب).
هذا موقع الآيات.
وأما قوله تعالى: (واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة) الواقعة بعد آية التطهير، والتي قد يتوهم أن آية التطهير فصلتها عن الآيات السابقة، فهي في الواقع ليست مرتبطة بالآيات السابقة، بل هي مرتبط بآية التطهير والمعنى: أن يذكرن ولا ينكرن - أم سلمة وعائشة وصفية وزينب - أن آية التطهير التي نزلت في بيوتهن، هي في أهل البيت كمفهوم خاص بمن تحت الكساء الخيبري.
ثم خاطب الله النساء والرجال بشكل عام ليحدد لهن الأجر والثواب فقال: (إن المسلمين والمسلمات.. وأعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما).
(٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 45 45 54 55 56 57 58 59 60 61 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقريزي في سطور 7
2 تقديم 9
3 مقدمة المؤلف 13
4 الآية الأولى: آية التطهير وسبب النزول والأقوال في ذلك 15
5 مصادر نزول آية التطهير في أهل البيت عليهم السلام 15
6 معاني الرجس 19
7 تلاوة الرسول صلى الله عليه وآله الآية على باب فاطمة عليها السلام 23
8 ذكر من قال بتصحيح حديث الكساء 35
9 ذكر جميع الأقوال في آية التطهير 39
10 اختصاص آية التطهير بأصحاب الكساء عليهم السلام وأدلته 45
11 وجود الجمل الاعتراضية في القرآن 56
12 كلام العلامة الطوفي في الآية 59
13 مصادر وألفاظ حديث: " فاطمة بضعة " 64
14 مصادر حديث الثقلين ودلالته 67
15 بعض روايات منع النساء من الدخول 72
16 اتفاق الأمة على اختصاص أهل البيت بأصحاب الكساء عليهم السلام 75
17 كلام ابن عربي في حقيقة أهل البيت عليهم السلام 85
18 في أن الإرادة تكوينية في الآية وأقوال العلماء 88
19 ما جاء في فضل فاطمة عليها السلام وذريتها 96
20 الآية الثانية: إلحاق الذرية بإيمان الآباء 101
21 الآية الثالثة: حفظ الذرية لصلاح الآباء 109
22 الآية الرابعة: إدخال الذرية الجنة لصلاح الآباء 113
23 الآية الخامسة: آية المودة ونزولها في أهل البيت عليهم السلام 117
24 مصادر نزول آية المودة في أهل البيت عليهم السلام 117
25 في انحصار قطب الأقطاب بأهل البيت عليهم السلام 132
26 قصص وكرامات في اكرام بني فاطمة عليها السلام وأثره 135