فضل آل البيت - المقريزي - الصفحة ٧٤
وأما الإجماع (1) فلأن الأمة اتفقت على أن لفظ أهل البيت إذا أطلق إنما

(١) - مسند هذا الاجماع عدة أمور: إجماع الإمامية، أقوال المفسرين، أقوال المحدثين، والقرائن الخاصة التي تقدمت، وما يستفاد من رواة الروايات المتواترة في نزولها في أصحاب الكساء.
ماء باختصاص الآية بأصحاب الكساء عليهم السلام * قال أبو بكر النقاش في تفسيره: أجمع أكثر أهل التفسير أنها نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين (جواهر العقدين: ١٩٨ الباب الأول، وتفسير آية المودة: ١١٢).
* وقال سيدي محمد بن أحمد بنيس في شرح همزية البوصيري: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) أكثر المفسرين أنها نزلت في علي وفاطمة والحسنين رضي الله عنهم (لوامع أنوار الكوكب الدري: ٢ / ٨٦).
* وقال العلامة سيدي محمد جسوس في شرح الشمائل: ثم جاء الحسن بن علي فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معهم، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله ثم قال: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)) وفي ذلك إشارة إلى أنهم المرا د بأهل البيت في الآية (شرح الشمائل المحمدية: ١ / ١٠٧ ذيل باب ما جاء في لباس رسول الله).
* وقال السمهودي: وقالت فرقة منهم الكلبي: هم علي وفاطمة والحسن والحسين خاصة للأحاديث المتقدمة (جواهر العقدين: ١٩٨ الباب الأول).
* وقال الطحاوي في مشكل الآثار بعد ذكر أحاديث الكساء: فدل ما روينا في هذه الآثار مما كان من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى أم سلمة مما ذكرنا فيها لم يرد أنها كانت مما أريد به مما في الآية المتلوة في هذا الباب، وإن المراد بما فيها هم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين دون ما سواهم (مشكل الآثار: ١ / ٢٣٠ ذيل ح ٧٨٢ باب ١٠٦ ما روي عن النبي في الآية).
وقال بعد ذكر أحاديث تلاوة النبي صلى الله عليه وآله الآية على باب فاطمة: في هذا أيضا دليل على أن هذه فيهم (مشكل الآثار: ١ / ٢٣١ ح ٧٨٥ باب ١٠٦ ما روي عن النبي في الآية).
* قال الفخر الرازي: وأنا أقول: آل محمد هم الذين يؤول أمرهم إليه، فكل من كان أمرهم إليه أشد وأكمل كانوا هم الآل، ولا شك أن فاطمة وعليا والحسن والحسين كان التعلق بينهم وبين رسول الله أشد التعلقات، وهذا كالمعلوم بالنقل المتواتر، فوجب أن يكونوا هم الآل.
أيضا اختلف الناس في الآل فقيل هم الأقارب، وقيل هم أمته، فإن حملناه على القرابة فهم الآل، وإن حملناه على الأمة الذين قبلوا دعوته فهم أيضا آل، (١٠) لي جميع التقديرات هم الآل، وأما غيرهم فهل يدخلون تحت لفظ الآل؟
فمختلف فيه، وروى صاحب الكشاف أنه لما نزلت هذه الآية [المودة] قيل يا رسول الله: من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟
فقال: (علي وفاطمة وابناهما).
فثبت أن هؤلاء الأربعة أقارب النبي، وإذا ثبت هذا وجب أن يكونوا مخصوصين بمزيد التعظيم ويدل عليه وجوه. الخ (تفسير الفخر الرازي: ٢٧ / ١٦٦ مورد آية المودة (٢٣) من سورة الشورى).
* وقال أبو بكر الحضرمي في رشفة الصادي: (والذي قال به الجماهير من العلماء، وقطع به أكابر الأئمة، وقامت به البراهين وتظافرت به الأدلة أن أهل البيت المرادين في الآية هم سيدنا علي وفاطمة وابناهما وما كان تخصيصهم بذلك منه صلى الله عليه وآله وسلم إلا عن أمر إلهي ووحي سماوي... والأحاديث في هذا الباب كثيرة، وبما أوردته منها يعلم قطعا أن المراد بأهل البيت في الآية هم علي وفاطمة وابناهما رضوان الله عليهم، ولا التفات إلى ما ذكره صاحب روح البيان من أن تخصيص الخمسة المذكورين عليهم السلام بكونهم أهل البيت من أقوال الشيعة، لأن ذلك محض تهور يقتضي بالعجب، وبما سبق من الأحاديث وما في كتب أهل السنة السنية يسفر الصبح لذي عينين - إلى أن يقول - وقد أجمعت الأمة على ذلك فلا حاجة لإطالة الاستدلال له) (رشفة الصادي من بحر فضائل بني النبي الهادي: ١٣ - ١٤ - ١٦ الباب الأول - ذكر تفضيلهم بما أنزل الله في حقهم من الآيات).
* وقال ابن حجر: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) أكثر المفسرين على أنها نزلت في علي وفاطمة الحسن والحسين (الصواعق المحرقة: ١٤٣ ط. مصر - و ط. بيروت:
٢٢٠ الباب الحادي عشر، في الآيات الواردة فيهم الآية الأولى).
* وقال في موضع آخر بعد تصحيح الصلاة على الآل:. فالمراد بأهل البيت فيها وفي كل ما جاء في فضلهم أو فضل الآل أو ذوي القربى جميع آله وهم مؤمنوا بني هاشم والمطلب... وبه يعلم أنه قال ذلك كله فحفظ بعض الرواة ما لم يحفظه الآخر، ثم عطف الأزواج والذرية على الآل في كثير من الروايات يقتضي أنهما ليست من الآل، وهو واضح في الأزواج بناء على الأصح في الآل أنهم مؤمنو بني هاشم والمطلب، وأما الذرية فمن الآل على سائر الأقوال، فذكرهم بعد الآل للإشارة إلى عظيم شرفهم (الصواعق المحرقة: ١٤٦ ط. مصر و ٢٢٤ - ٢٢٥ ط. بيروت باب ١١، الآيات النازلة فيهم - الآية الثانية).
* وقال النووي بشرح مسلم: وأما قوله في الرواية الأخرى: (نساؤه من أهل البيت ولكن أهل بيته من حرم الصدقة).
قال: وفي الرواية الأخرى: (فقلنا: من أهل بيته نساؤه؟ قال: لا).
فهاتان الروايتان ظاهرهما التناقض، والمعروف في معظم الروايات في غير مسلم أنه قال: (نساؤه لسن من أهل بيته)، فتتأول الرواية الأولى على أن المراد أنهن من أهل بيته الذين يسكنونه ويعولهم... ولا يدخلن فيمن حرم الصدقة (صحيح مسلم بشرح النووي: ١٥ / ١٧٥ ح ١٧٥ ٦ كتاب الفضائل - فضائل علي).
* وقال السمهودي: وحكى النووي في شرح المهذب وجها آخر لأصحابنا: أنهم عترته الذين ينسبون إليه قال: وهم أولاد فاطمة ونسلهم أبدا، حكاه الأزهري وآخرون عنه. انتهى. (جواهر العقدين: 211 الباب الأول، وبهامشه: شرح المهذب: 3 / 448).
* وقال الإمام مجد الدين الفيروزآبادي: المسألة العاشرة: هل يدخل في مثل هذا الخطاب (الصلاة على لنبي) النساء؟ ذهب جمهور الأصوليين أنهن لا يدخلن ونص عليه الشافعي، وانتقد عليه وخطئ المنتقد (الصلات والبشر في الصلاة على خير البشر: 32 الباب الأول).
* وقال سراج الدين: ذهب الجمهور أن الآل من حرمت عليهم الصدقة، فالآل الوارد ذكرهم في الصلاة الإبراهيمية المراد بهم من حرمت الصدقة عليهم، وذهب بعض العلماء إلى أن المراد أزواجه وذريته، وقال في مورد آخر: ولا شك أن الحق مع الجمهور (الصلاة على النبي: 184 - 185).
* وقال الملا علي القاري: الأصح أن فضل أبنائهم على ترتيب فضل آبائهم إلا أولاد فاطمة رضي الله تعالى عنها فإنهم يفضلون على أولاد أبي بكر وعمر وعثمان، لقربهم من رسول الله، فهم العترة الطاهرة والذرية الطيبة الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا (شرح كتاب الفقه الأكبر
(٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 69 70 71 72 74 74 82 83 84 85 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقريزي في سطور 7
2 تقديم 9
3 مقدمة المؤلف 13
4 الآية الأولى: آية التطهير وسبب النزول والأقوال في ذلك 15
5 مصادر نزول آية التطهير في أهل البيت عليهم السلام 15
6 معاني الرجس 19
7 تلاوة الرسول صلى الله عليه وآله الآية على باب فاطمة عليها السلام 23
8 ذكر من قال بتصحيح حديث الكساء 35
9 ذكر جميع الأقوال في آية التطهير 39
10 اختصاص آية التطهير بأصحاب الكساء عليهم السلام وأدلته 45
11 وجود الجمل الاعتراضية في القرآن 56
12 كلام العلامة الطوفي في الآية 59
13 مصادر وألفاظ حديث: " فاطمة بضعة " 64
14 مصادر حديث الثقلين ودلالته 67
15 بعض روايات منع النساء من الدخول 72
16 اتفاق الأمة على اختصاص أهل البيت بأصحاب الكساء عليهم السلام 75
17 كلام ابن عربي في حقيقة أهل البيت عليهم السلام 85
18 في أن الإرادة تكوينية في الآية وأقوال العلماء 88
19 ما جاء في فضل فاطمة عليها السلام وذريتها 96
20 الآية الثانية: إلحاق الذرية بإيمان الآباء 101
21 الآية الثالثة: حفظ الذرية لصلاح الآباء 109
22 الآية الرابعة: إدخال الذرية الجنة لصلاح الآباء 113
23 الآية الخامسة: آية المودة ونزولها في أهل البيت عليهم السلام 117
24 مصادر نزول آية المودة في أهل البيت عليهم السلام 117
25 في انحصار قطب الأقطاب بأهل البيت عليهم السلام 132
26 قصص وكرامات في اكرام بني فاطمة عليها السلام وأثره 135