مجتمع يثرب - خليل عبد الكريم - الصفحة ٧٧
(= هلال) لأنه شيخ كبير لا يقدر على خدمة نفسه فأذن لها بالخدمة بشرط عدم الملامسة فردت على محمد بتلك العبارة... اذن كان من البديهي ان تبحث تلك الزوجة عن الشاب الفتى العفى الذي كله حركة وشدة ليروي ظمأها ويعوضها عن حرمانها وعن هرم زوجها.
اما الصحابي الاخر الذي خانته زوجه: عويمر بن أبيض العجلاني فكما وصفه الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما (مصفرا قليل اللحم) كناية عن الضعف والمرض فكيف لا تبحث للصاحبتين زوجتي هلال وعويمر لخيانة الزوجين وهو ذاته المسيطر على افراد ذلك المجتمع.
وفى الحالتين جاء المولود شبيها بالشريك الخدين أو الخليل وهو ما يقطع بزناء الزوجتين. ومن طريف ما يذكر ان هذا الشريك في الحالتين هو الصحابي شريك بن سحماء وهو رجل مكتمل الرجولة ظاهر الفحولة فقد شهد مع أبية عركة أحد (108) التي وقعت في السنة الثانية والملاعنة في التاسعة أي خلال هذه السنوات السبع اكتملت رجولته وتتامت فحولته وأوردت الاخبار نقطة هامة وهي انه بلوى من بلى ولكنه كان حليفا للأنصار (109، 110). أي يعرف أحوالهم ومداخلهم ومخارجهم وعلى خلطة تامة بهم وظروف نسوانهم ومن الذي زوجها شيخ ليس به حركة للمفاخذة ومن التي زوجها مصفر قليل اللحم أي ضعيف مريض لا طاقة لديه للمباطنة... من اجل هذا تلاقت رغبته مع رغبتيهما لان الدافع لديهم جميعا وهم أبناء وبنات المجتمع اليثربي عارم ومتوقد.
(٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 72 73 74 75 76 77 79 80 81 82 83 ... » »»
الفهرست