مجتمع يثرب - خليل عبد الكريم - الصفحة ٨٣
لا نستغرق جميعها من الزوجة أكثر من ساعة وهذه لا تساوى ان يقضى الزوج الليل بطوله خارج بيته خاصة وانه قد عاد مجهدا معفرا....
ولما ذا لم ينههم محمد على الدخول عن الزوجات نهارا وحالتهن في الليل أو النهار واحدة: عدم الاستحداد والامتشاط... وما الفرق بين ان ينتظر الزوج حليلته بعض الوقت حتى تتزين له سواء بالنهار وبالليل؟
ان محمدا الحصيف كان يعرف ان الليل هو الوقت المفضل لتلاقي الأخدان خاصة في ذلك الزمان إذ لم تكن إنارة الشوارع والطرقات قد عرفت بعد وأدوات الاضاءة كانت آنذاك ضعيفة واهنة كليلة تمكن من الدخول والخروج في أمان خاصة وان الناس قد أوت إلى مساكنها وانقطعت الأرجل السابلة...
لهذا نهى محمد اتباعه عن الدخول على الزوجات المغيبات في ظلمة الليل حتى لا يفاجأوا بما لا يسرهم بل يفزعهم ويفجعهم ويدفعهم إلى الاحجام عن الخروج.
واستمرت (مشكلة المغيبات) بعد وفاة محمد فقد قرأنا في خلافة عمر ما يدل على ذلك:
- (روى أبو حفص عن زيد بن أسلم قال: بينما عمر بن الخطاب يحرس بالمدينة فمر بامرأة تقول:
تطاول هذا الليل واسود جانبه... وطال على الا خليل الا عبه
(٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 77 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 ... » »»
الفهرست