مجتمع يثرب - خليل عبد الكريم - الصفحة ٨٨
واعتمادها فقط على كتب التاريخ وحتى لا يساء فهمنا نكرر العبارة السابقة (مع تقديرنا لها ولواضعيها).
وكم أسفت بل تألمت وتوجعت وانا أطالع - مؤخرا - كتابا الفه أستاذ كبير مقاما وسنا - في إحدى كليات العلوم الانسانية بجامعة مصرية وصاحب اسم لامع في سماء الفكر في العالم العربي لا في مصر وحدها وهو يصف تلك المؤلفات التي ذكرناها ب (الكتب الصفراء) وتحدث عنها بسخرية مريرة واستهزاء شديد واستكبار واضح وإني على ثقة كاملة انه لم يفتح كتابا واحدا منها بل ولم يقرأ سطرا يتيما فيها وكيف يصدر عالم حكما على شئ لم يطلع عليه ومن المحزن ان المادة التي يدرسها ويؤلف فيها وثيقة الصلة بهذه (الكتب الصفراء).
ان ما تحتويه هذه الذخائر يهم دون استثناء كل العلماء في: - علم الاجتماع - في سائر فروعه - والأنثروبولوجيا وخاصة الدينية والاقتصاد والسياسة التاريخ والتربية والاعلام والأدب واللغة بل والعلوم العسكرية وتحتاج إلى كتائب - ولا أقول كتيبة واحدة - من الدارسين والباحثين والعلماء لدراستها وبحثها وتمحيصها وتبويبها وتصنيفها وتحليلها وغربلتها... الخ.
ولا صلة لهذه الدعوة التي أطلقها وأنادي بها بأعلى صوتي بما يسمى ب (معركة الأصالة والحداثة) أو (معركة التراث والتجديد) التي أصبحت الكتابة فيها ممجوجة ومملة ومستهلكة وبائخة (125) بعد أن أهرقت فيها بحور من الحبر ولا يشكل ذلك تعصبا منى ل (التراث) ولا انبهارا به فليس إلى شئ من هذا قصدت بل ربما يكون العكس تماما هو الصحيح:
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 » »»
الفهرست