مجتمع يثرب - خليل عبد الكريم - الصفحة ٧٥
وهي صورة مأساوية ومن هنا كما ورد في الحديث (اشتد على محمد).
ولكن كما رأينا فيما سلف عندما تتأزم المشكلات ويقع كبراء الصحابة في ورطة يسعفهم محمد بالحل بأن يتلو عليهم آيات من القرآن تأتى بالفرج بعد الشدة والسعة بعد الضيق إذ بعد قليل تلا عليهم آيات الملاعنة أو اللعان وهي السادسة والسابعة والثامنة والتاسعة من سورة النور.
ولم تكن زوجة هلال هي الوحيدة في ذلك بل لان الظاهرة منتشرة فإننا نقرأ عن زوجات أخريات لاعنهن أزواجهن وسبق ان قرأنا خبر عذراء بلعجلان المتلاعنة:
- (هناك أنصاري آخر هو عويمر بن أبيض العجلاني دخل بيته فوجد رجلا ممتطيا زوجته فرفع الامر إلى محمد وتلاعنا امامه (104).
- (قال الحافظ ابن حجر: اختلف الأئمة في هذه المواضع فمنهم من رجح انها (آيات اللعان) نزلت في شأن عويمر (صاحب الخبر الأخير) ومنهم من رجح انها نزلت في شأن هلال (صاحب الخبر الأول) ومنهم من يجمع بينهما) (105).
وسواء كانت آيات اللعان نزلت في شأن هلال أو في شأن عويمر فالذي لا شك فيه ان زوجتيهما قد زنتا وخانتاهما لان بقية الخبرين: ان الولدين جاءا أشبه بالزانيين والزوجتان صحابيتان بل إن إحداهما وهي زوجة هلال خاطبت محمدا في واقعة سابقة وخاطبها.
وخبرا زناء الصحابيتين زوجتي الصحابيين هلال وهو من
(٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 69 71 72 73 74 75 76 77 79 80 81 ... » »»
الفهرست