مجتمع يثرب - خليل عبد الكريم - الصفحة ٧٦
المشهورين وعويمر لا يخلو منهما كتاب من كتب التفسير ولا مؤلف في الفقه على جميع المذاهب لان هاتين الواقعتين كانتا السبب في تشريع اللعان أو الملاعنة بين الزوجين فكتب التفسير تتحدث عن اللعان عند تفسير آياته وكتب أسباب النزول تورد المناسبتين وكتب الفقه عند شرح اللعان وشروطه وموجباته وآثاره (106) والذي دفع الصحابيتين زوجتي الصحابيين هلال وعويمر إلى الزنا معروف ومنتشر بين طبقات ذلك المجتمع كافة إذ لم تكن الخيانة بدافع الحاجة إذ لم يؤثر عن هلال أو عويمر الفاقة والعوز بل العكس هو الصحيح فقد ذكرنا ان هلالا كان صاحب بساتين وان عشية واقعة الخيانة كان راجعا من حيطانه - ولا بسبب الانتقام من الزوجين لأنهما كانا يخادنان غيرهما من النسوان أما إذا كان ذلك بدافع المتعة ومتعة التماس بالذكر التي كانت طاغية على الإناث في ذلك المجتمع فقد كان هلال بن أمية كما وصفته زوجته لمحمد عند تخلفه دون عذر في غزوة تبوك بقولها (انه والله ما به حركة إلى شئ) (107) عند ما طلب منها محمد الا يقترب منها وتلك العبارة كناية عن عجز زوجها المطلق عن المجامعة أو بتعبير صحابية أخرى: (ان ما معه مثل هدبة الثوب!).
ذلك أن هلال بن أمية من الثلاثة الذين خلفوا عن محمد في غزوة تبوك فأمر تابعيه المسلمين باعتزالهم حتى زوجاتهم ولا شك ان محمدا كان يدرك أهمية اعتزال المخلفين عن زوجاتهم ومدى وقع ذلك عليهم وتأثيره في نفوسهم لأنه سيحرمهم من الطقس اليومي الذي دأب افراد ذاك المجتمع على ممارسته ذكورا وإناثا حتى ولو بطريقة غير مشروعة بل ولو أدى إلى أن تفقد الفتاة بكارتها!!!
فجاءت زوج هلال بعد أمر الاعتزال إلى محمد تستأذنه في خدمة
(٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 71 72 73 74 75 76 77 79 80 81 82 ... » »»
الفهرست