سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٧ - الصفحة ٣٩
إن شاء الله -: فسألت يحيى بن معين، فقال: عسى أراد في الكلام، أما في الحديث، فثقة، وهو من الرواة عنه.
قال: وقال إبراهيم بن المنذر: حدثني عبد الله بن نافع، قال: كان ابن أبي ذئب، وابن الماجشون، وابن أبي حازم، وابن إسحاق يتكلمون في مالك، وكان أشدهم فيه كلاما محمد بن إسحاق، كان يقول: ائتوني ببعض كتبه حتى أبين عيوبه، أنا بيطار كتبه.
قال الخطيب: أما كلام مالك في ابن إسحاق فمشهور، وأما حكاية ابن فليح عنه في هشام بن عروة، فليست بالمحفوظة، وراويها عن ابن المنذر لا يعرف.
قلت: فهي مردودة.
وقد أمسك عن الاحتجاج بروايات ابن إسحاق غير واحد من العلماء لأشياء، منها: تشيعه، ونسب إلى القدر، ويدلس في حديثه، فأما الصدق، فليس بمدفوع عنه.
وقال البخاري: رأيت علي بن عبد الله يحتج بحديث ابن إسحاق.
وذكر عن سفيان أنه ما رأى أحدا يتهمه.
قال: وقال إبراهيم بن المنذر: حدثنا عمر بن عثمان أن الزهري كان تلقف المغازي من ابن إسحاق فيما يحدثه عن عاصم بن عمر، والذي يذكر عن مالك في ابن إسحاق، لا يكاد يتبين، وكان إسماعيل بن أبي أويس من أتبع من رأينا لمالك، أخرج إلي كتب ابن إسحاق عن أبيه في المغازي وغيرها، فانتخبت منها كثيرا.
قال: وقال لي إبراهيم بن حمزة: كان عند إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق، نحو من سبعة عشر ألف حديث في الاحكام، سوى المغازي.
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»