سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٧ - الصفحة ٣٨
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي، سمعت يحيى بن سعيد يقول: سمعت هشام بن عروة يقول: تحدث ابن إسحاق عن امرأتي فاطمة بنت المنذر، والله إن رآها قط.
قلت: هشام صادق في يمينه، فما رآها، ولا زعم الرجل أنه رآها، بل ذكر أنها حدثته، وقد سمعنا من عدة نسوة وما رأيتهن. وكذلك روى عدة من التابعين عن عائشة، وما رأوا لها صورة أبدا.
قال عبد الله بن أحمد: فحدثت أبي بحديث ابن إسحاق، فقال: ولم ينكر هشام؟ لعله جاء، فاستأذن عليها، فأذنت له - يعني ولم يعلم -.
قال الأثرم: سألت أبا عبد الله عن ابن إسحاق، فقال: هو حسن الحديث، ثم قال: وقال مالك، وذكره فقال: دجال من الدجاجلة.
قال الخطيب: ذكر بعضهم: أن مالكا عابه جماعة من أهل العلم في زمانه بإطلاق لسانه في قوم معروفين بالصلاح والديانة والثقة والأمانة.
قلت: كلا، ما عابهم إلا وهم عنده بخلاف ذلك، وهو مثاب على ذلك، وإن أخطأ اجتهاده، رحمة الله عليه.
ثم قال الخطيب: أنبأنا البرقاني، حدثني محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الملك الآدمي، حدثنا محمد بن علي الأيادي، حدثنا زكريا الساجي، حدثني أحمد بن محمد البغدادي، حدثنا إبراهيم بن المنذر، حدثنا محمد بن فليح، قال: قال لي مالك: هشام بن عروة كذاب. قال أحمد وهو الأثرم (1)

هو الحافظ الكبير، العلامة أبو بكر أحمد بن محمد بن هانئ، صاحب الإمام أحمد، كان قوي الذاكرة سريع الفهم، له تصانيف: منها: " العلل " و " الناسخ والمنسوخ "، تدل على إمامته وسعة حفظه. توفي سنة (261 ه‍). انظر " التذكرة ": 570 - 571.
(٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 ... » »»