سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٧ - الصفحة ٣٧
كان ابن إسحاق من أحفظ الناس، فكان إذا كان عند الرجل خمسة أحاديث أو أكثر، فاستودعها عند ابن إسحاق قال: احفظها علي، فإن نسيتها كنت قد حفظتها علي.
قال الخليلي: قال ابن إدريس الحافظ: كيف لا يكون ابن إسحاق ثقة وقد سمع من الأعرج، ويروي عنه، ثم يروي عن أبي الزناد عنه، ثم يروي عن ابن أبي الزناد، عن أبيه، عنه. ثم قال الخليلي: روى عن ابن إسحاق من أستاذيه: الزهري وصالح بن كيسان وعقيل ويونس.
وقال ابن أبي ذئب عن ابن شهاب قال - ورأى ابن إسحاق مقبلا -: لا يزال بالحجاز علم كثير ما دام هذا الأحول.
النفيلي: عن عبد الله بن فائد، قال: كنا إذا جلسنا إلى محمد بن إسحاق، فأخذ في فن من العلم، قضى مجلسه في ذلك الفن.
قلت: قد كان في المغازي علامة.
قال الميموني: حدثنا أبو عبد الله بحديث استحسنه عن ابن إسحاق، فقلت: يا أبا عبد الله! ما أحسن هذه القصص التي يجئ بها ابن إسحاق!
فتبسم إلي متعجبا.
ابن المديني: سمعت سفيان، وسئل عن ابن إسحاق: لم لم يرو أهل المدينة عنه؟ فقال: جالست ابن إسحاق منذ بضع وسبعين سنة، وما يتهمه أحد من أهل المدينة، ولا يقول فيه شيئا. فقلت له: كان ابن إسحاق يجالس فاطمة بنت المنذر؟ فقال: أخبرني أنها حدثته، وأنه دخل عليها.
قال محمد بن الذهبي (1): هو صادق في ذلك بلا ريب.

(1) هو المؤلف نفسه، فإن أباه كان يلقب بالذهبي لأنه كان بارعا في صنعة الذهب المدقوق.
(٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 ... » »»