الاحكام - ابن حزم - ج ١ - الصفحة ٤٦
والشرك: هو في اللغة أن يجمع شيئا إلى شئ فيشرك بينهما فيما جمعا فيه وهو في الدين معنى الكفر سواء لما قد بيناه في غير هذا المكان والتسمية لله تعالى لا لغيره.
والالزام: هو أن نحكم على الانسان بحكم ما فإما واجب أو غير واجب.
والعقل: هو استعمال الطاعات والفضائل، وهو غير التمييز لأنه استعمال ما ميز الانسان فضله، فكل عاقل مميز وليس كل مميز عاقلا، وهو في اللغة: المنع، تقول: عقلت البعير أعقله عقلا. وأهل الزمان يستعملونه فيما وافق أهواءهم في سيرهم وزيهم، والحق هو في قول الله تعالى: * (ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون) * يريد الذين يعصونه، وأما فقد التمييز فهو الجهل أو الجنون على حسب ما قابل اللفظ من ذلك.
والفور: هو استعمال الشئ بلا مهلة ولكن على أثر ورود الامر به.
والتراخي: تأخير إنفاذ الواجب، وحكم أوامر الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم كلها على الفور إلا أن يأتي نص بإباحة التراخي في شئ ما فيوقف عنده.
والاحتياط: هو التورع نفسه وهو اجتناب ما يتقي المرء أن يكون غير جائز، وإن لم يصح تحريمه عنده، أو اتقاء ما غيره خسر منه عند ذلك المحتاط، وليس الاحتياط واجبا في الدين ولكنه حسن، ولا يحل أن يقضى به على أحد ولا أن يلزم أحدا لكن يندب إليه لان الله تعالى لم يوجب الحكم به.
والورع: هو الاحتياط نفسه.
فصل:
في معاني حروف تتكرر في النصوص واو العطف: لاشتراك الثاني مع الأول: إما في حكمه، وإما في الخبر عنه على حسب رتبة الكلام، فإن كان الثاني جملة فهو اشتراك في الخبر فقط، وإن كان اسما مفردا فهو مشترك في حكم الأول، وهي لا تعطي رتبة أي أنها لا توجب أن الأول قبل الثاني، ولا أنه بعده بل ممكن فيهما أن يكونا معا، أو أن يكون أحدهما قبل الآخر بمهلة بلا مهلة كقولك: جاءني زيد وعمرو، فجائز أن يأتيا معا، وجائز أن يأتي
(٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المطبعة وفيها تعليل شدة ابن حزم على الفقهاء 3
2 وعد.. ووعد 4
3 خطبة الكتاب 5
4 المقدمة وفيها بيان قوى النفس الإنسانية 6
5 الباب الأول في الغرض المقصود من الكتاب 7
6 الباب الثاني في فهرس الكتاب وأبوابه 12
7 الباب الثالث في إثبات حجج العقول 14
8 الباب الرابع في كيفية ظهور اللغات 28
9 الباب الخامس في الألفاظ (الاصطلاحية) الدائرة بين أهل النظر 34
10 فصل في حروف المعاني التي تتكرر في النصوص 46
11 الباب السادس هل الأشياء في العقل قبل ورود الشرع على الحظر أم على أم على الإباحة 47
12 فصل فيمن لم يبلغه الأمر من الشريعة 55
13 الباب السابع في أصول الأحكام في الديانة وأقسام المعارف 59
14 فصل في هل على النافي دليل أم لا 68
15 الباب الثامن في البيان ومعناه 71
16 الباب التاسع في تأخير البيان 75
17 الباب العاشر في الأخذ بموجب القرآن 85
18 الباب الحادي عشر في الكلام في الأخبار (وهى السنن المنقولة عن رسوله الله (ص) 87
19 فصل فيه أقسام الأخبار عن الله تعالى 93
20 فصل في هل يوجب خبر الواحد العلم مع العمل أو العمل دون العلم 107
21 صفة من يلزم قبول نقله الأخبار 122