الأصول الأصيلة - الفيض القاساني - الصفحة ٧٣
إشارة إلى الواجب والمستحب إذ السنة في الأصل الطريقة ثم خصت بطريقة الحق التي وضعها الله تعالى للناس وجاء بها الرسول (ص) ثم قيلت لكل ما يتقرب به إلى الله مما يسلك به هذه الطريقة من العلوم الحقة والأعمال الشرعية فرضا كانت أو نفلا، واما اطلاقها على النفل وفي مقابله الفرض كما يوجد في كلام الفقهاء وسيما المتأخرين فهو من باب تسمية الشئ باسم جنسه الأعم كقسميه مقابل التصديق باسم التصور.
ومنها - ما رواه في الكافي باسناده عن علي بن الحسين عليهما السلام انه قال (1):
ان أفضل الأعمال عند الله ما عمل بالسنة وان قل. قيل: السبب فيه ان الأعمال البدنية

1 - قال المصنف (ره) بعد نقله في " باب الاخذ بالسنة وشواهد الكتاب " من الوافي (ج 1 من الطبعة الثانية ص 54 - 55):
" بيان - الوجه فيه ان الأعمال الجسمانية لا قدر لها عند الله الا بالنيات القلبية كما ورد في الحديث المشهور: انما الأعمال بالنيات، ومن يعمل بالسنة فإنما يعمل بها طاعة لله وانقيادا للرسول فيكون عمله مشتملا على نية التقرب وهيئة التسليم والخضوع الناشئتين من القلب فلا محالة ثوابه كثير وأجره عظيم وان قل عدده وصغر مقداره واليه أشير بقوله سبحانه:
لن ينال الله لحومها ودماؤها ولكن يناله التقوى منكم ".
(٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 ... » »»