الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ١٨٢
وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان فيكم أمانان مضى أحدهما وبقى الآخر قال الله تعالى وما كان الله ليعذبهم الآية * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال إن الله جعل في هذه الأمة أمانين لا يزالون معصومين من قوارع العذاب ما داما بين أظهرهم فأمان قبضه الله تعالى إليه وأمان بقى فيكم قوله وما كان الله ليعذبهم الآية * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ والطبراني وابن مردويه والحاكم وابن عساكر عن أبي موسى رضي الله عنه قال إنه قد كان فيكم أمانان مضى أحدهما وبقى الآخر وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون فاما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد مضى لسبيله وأما الاستغفار فهو كائن إلى يوم القيامة * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان في هذه الأمة أمانان رسول الله صلى الله عليه وسلم والاستغفار فذهب أمان يعنى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبقى أمان يعنى الاستغفار * وأخرج أحمد عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال العبد آمن من عذاب الله ما استغفر الله * وأخرج أحمد والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الشيطان قال وعزتك يا رب لا أبرح أغوى عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم قال الرب وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني * وأخرج أبو داود والنسائي وابن ماجة وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول والنسائي وابن ماجة عن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا * وأخرج الحكيم الترمذي عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان استطعتم ان تكثروا من الاستغفار فافعلوا فإنه ليس شئ انجح عند الله ولا أحب إليه منه * وأخرج أحمد في الزهد عن مغيث بن أسماء رضي الله عنه قال كان رجل ممن كان قبلكم يعمل بالمعاصي فبينما هو ذات يوم يسير إذ تفكر فيما سلف منه فقال اللهم غفرانك فأدركه الموت على تلك الحال فغفر له * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال طوبى لمن وجد في صحيفته بندا من الاستغفار * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال من قال أستغفر الله العظيم الذي لا إله الا هو الحي القيوم وأتوب إليه خمس مرات غفر له وان كان عليه مثل زبد البحر * وأخرج أبو داود والترمذي في الشمائل والنسائي عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما قال انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام فلم يكد يركع ثم ركع فلم يكد يسجد ثم سجد فلم يكد يرفع ثم رفع وفعل في الركعة الأخرى مثل ذلك ثم نفخ في آخر سجوده ثم قال رب ألم تعدني أن لا تعذبهم وأنا فيهم رب ألم تعدني ان لا تعذبهم وهم يستغفرون ونحن نستغفرك ففرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلاته وقد انمحصت الشمس * وأخرج الديلمي عن عثمان ابن أبي العاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأرض أمانان أنا أمان والاستغفار أمان وأنا مذهوب بي ويبقى أمان الاستغفار فعليكم بالاستغفار عند كل حدث وذنب * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس في قوله وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم قال ما كان الله ليعذب قوما وأنبياؤهم بين أظهرهم حتى يخرجهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون يقول وفيهم من قد سبق له من الله الدخول في الايمان وهو الاستغفار وقال للكافر ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب فيميز الله أهل السعادة من أهل الشقاوة ومالهم ان لا يعذبهم الله فعذبهم يوم بدر بالسيف * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ثم استثنى أهل الشرك فقال ومالهم ان لا يعذبهم الله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير والنحاس وأبو الشيخ عن الضحاك وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم قال المشركين الذين بمكة وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون قال المؤمنين بمكة ومالهم ان لا يعذبهم الله قال كفار مكة * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله ومالهم ان لا يعذبهم الله قال عذابهم فتح مكة * وأخرج ابن إسحاق وابن أبي حاتم عن عباد بن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه ومالهم ان
(١٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 ... » »»
الفهرست